توفي صباح اليوم الخميس الشيخ راغب مصطفى غلوش عضو نقابة القراء بأحد المستشفيات الخاصة عن عمر يناهز 77 عامًا بعد صراع مع المرض. القارئ الشيخ من مواليد قرية "برما" مركز طنطا بمحافظة الغربية, يعد الراحل أبرز قراء إذاعة القرآن الكريم، التي اعتمدته عام 1962، وعمره لا يتعدى اثنين وعشرين عاماً، ليكون أصغر قارىء بالإذاعة في عصرها الذهبي. امتلك غلوش صوتا رخيماً عذباً، جعل مستمعوه يصفونه بأنه «يحلق بهم بعيدا إلى السماء»، لذا لم يكن غريبا أن يتبعه محبوه أينما حل صوته، طالبين منه أن يقرأ ويرتقِ بهم بنبرة صوته، لتهتف حناجرهم بلفظ الجلالة في تلقائية كلما تلى آية من آيات كتاب الله. وفي الرابعة عشرة من عمره ذاع صيته بالقرى المجاورة، حتى وصلت شهرته لمدينة طنطا، وتوالت إليه الدعوات من القرى والمدن القريبة للتلاوة بها في الأمسيات والاحتفالات الدينية. التحق الشيخ راغب بمعهد القراءات بالمسجد الأحمدي بطنطا، وتوّلاه بالرعاية الشيخ إبراهيم الطبليهي. وعندما بلغ العشرين من عمره جاء دوره لأداء الخدمة العسكرية، فتم توزيعه على مركز تدريب بلوكات الأمن المركزي بالدراسة القريب من مسجد الحسين، فكانت الفرصة متاحة له للصلاة والاستماع لأكبر المشايخ والقراء بالمسجد، وكان سبباً قوياً في كثير من الدعوات التي وجهت له لإحياء مآتم كثيرة بالقاهرة، زامل فيها مشاهير القراء بالإذاعة أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ عبدالباسط عبدالصمد، والشيخ محمود خليل الحصري وغيرهم من مشاهير القراء. ثم كان اعتماده بإذاعة القرآن الكريم نقطة فاصله في تاريخه، حيث تخطت شهرته مصر، حيث سافر الشيخ راغب إلى معظم دول العالم في شهر رمضان لأكثر من ثلاثين عاماً متتالية قارئاً لكتاب الله عز وجل حاملا على عاتقه أمانة نشر القرآن الكريم من خلال صوته العذب.