size: 14pt; line-height: 115%;" arial="" ,="" sans-serif="" ;="" color:="" red;="" lang="AR-EG"بين السطور روح أكتوبر الأربعاء الماضي مر علي نصر السادس من أكتوبر سبعة وثلاثون عاماً النصر الذي أذهل العالم وأفقد العدو توازنه بعد غطرسة ملأت بها الدنيا متباهية بأنها قوة لا تقهر ولكن أبناء مصر البواسل من ضباط وجنود ألحقوا بها الخزي والعار وكشف ذلك وثائقهم السرية فموشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي في ذلك الوقت كان مرعوبا وطلب من جنوده الانسحاب وترك الجرحي وقال بعد 25 يوماً من حرب أكتوبر علينا الهروب أو الاستسلام لأن القاهرة ودمشق لن توقفا القتال حتي تدمر إسرائيل تقديراتي لم تكن صحيحة ويجب أن نترك جرحانا لأننا لا نستطيع انقاذهم فنحن نواجه سيناريو يوم القيامة. فنصر أكتوبر لم يكن وليد الصدفة إنما كان نتاج جهد وعرق ودماء دفعها أبناء شعب مصر العظيم وقواته المسلحة الباسلة من أجل استعادة الكرامة وتحرير الأرض لقد كان نصر أكتوبر انتصاراً للتخطيط والتدريب والإعدادا فلم تكن ضربة حظ فتحية لصاحب قرار العبور الرئيس السادات رحمه الله وتحية للرئيس مبارك صاحب الضربة الجوية التي كان لها دوراً كبيراً ورئيسياً في تحقيق النصر، إن سيمفونية النصر كانت كل حركة فيها مدروسة بالدقيقة والثانية درس في التخطيط والروح والتنفيذ كانت ملحمة بطولية حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معان كانت ملحمة في الخداع والتنفيذ والعزيمة القوية التي لا تعرف المستحيل. لقد غابت عنا اليوم روح أكتوبر التي تحاكي بها العالم من كان يصدق ان العبقرية المصرية وتوفيق الله يكتسف أنابيب النابلم الموصلة لقناة السويس فهذه الروح حان وقت عودتها إلي شعب مصر فتطور مصر لن يكون إلا باستلهام روح أكتوبر التي تجلي تجسيدها وهزت الكيان الصهيوني وجعلت النوم لا يفارق عيون جنوده لقد علمتنا حرب أكتوبر أن البذل والعطاء هو المعيار فكانت الأبطال لا تعيش في جلباب أبيها أو أخوتها والأمثلة كثيرة فكان أخ الرئيس السادات طياراً عاطف السادات ومات في الضربة الجوية الأولي وطارق عبدالناصر أخ الرئيس عبدالناصر كان ضمن قوات الصاعقة أصحاب القلوب الميتة في المجموعة 39 التي كانت علي خط النار كان الجميع يعمل علي رفع مصر أما هذه الأيام نجد أن الحابل اختلط بالنابل فلو أحد قريب من وزير وليس رئيس الجمهورية نجده علي شاشات التليفزيون فالساحة أصبحت لأصحاب المصالح الشخصية المزيفة وليست لأصحاب المصالح الحقيقية فالمصري الحقيقي نجده في الشارع يخدم وفي المصنع يبني وليس يلمع في التليفزيون. فالدنيا اليوم تغيرت بسرعة فلم يعد زمان المقاتلين فبعد أن كانت يد تبني ويد تحمل السلاح أصبحنا نسرق باليدين وارتفعت أسعار المواد الغذائية وانخفضت أسعار القتل وانتقلنا من أغاني (ابنك يقولك يابطل هات انتصار) إلي أمك تقول لك لو بطل هات الخضار. توقعنا أن يحدث الرخاء لكل المصريين فبعد تحقيق السلام سوف تتحرك عجلة التنمية ولكن ما حدث العكس بدأ الحماس لمنح القطاع الخاص كل شيء والنظر للقطاع العام بأنه شر ولكن ما حدث أنهم باعوا المصانع بأراضيها عم الرخاء علي بعض الناس أم الأغلبية أكلت الحضرم قيل البعض انتظروا الرخاء قادم.. لم يأت.. مازالوا يعيشون في العشوائيات والمقابر. يجب أن يعرف الشباب هذه الملحمة الوطنية وأن لا بديل عن روح أكتوبر لانه طوق النجاة للخروج من الأزمات التي تلاحقنا وأن المواطنة والعدالة الاجتماعية قيمتان لا غني عنهما في بناء وطن قوي قادر علي مواجهة التحديات. تحية لكل جندي وضابط مصري من أبطال النصر وتحية لكل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل مصر ونحسبهم عند الله في جناته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. anwer abdelhady [email protected]