تعجبت بينما كنت أتابع ردود أفعال من يُطلق عليهم فى الفضائيات إياها بالنخب، ومن تندرهم على تكثيف جلسات أعضاء الجمعية التأسيسية للدستور فى الأيام الأخيرة - وصلت إلى عشرين ساعة فى الجلسة الختامية - بغية الانتهاء من مسودته وعرضه على الشعب قبل الاستفتاء عليه لإقراره من عدمه، إذ ذهبوا الى أن السرعة فى الإنجاز مرتبطة بالتخوف من حكم المحكمة الدستورية المزمع صدوره غدا ، والمعلن فحواه بغرابة قبل أسابيع عبر الفضائيات عبر أحد قضاتها، بحل مجلس الشورى والجمعية التأسيسية، وكأنه كان من المفروض ان تتعثر الجمعية التأسيسية وتغرق كما يقولون " في شبر ميه " بعد محاولة إحراجها ومحاولات بائسة لإفشالها ، عشية انسحاب من انسحب من الأعضاء الأساسيين، بدعوى عدم الاتفاق على بعض المواد الأساسية رغم سابق التوقيع بالموافقة عليها، فإذا بها تواصل لتنجز وتنجح. كأنه ومرة أخرى، كان من المفروض أن تفشل التأسيسية فى مهمتها بعدم الإنجاز، فيتخذون من الفشل آنذاك منصة مضمونة لاتهام رئيس الجمهورية بتكريس منهج جديد لديكتاتورية مزمع تأسيسها على أركان الإعلان الدستورى الأخير على خلفية اعتقاد خاطئ بخبث مغزاه وأنه مدبر بليل باتجاه التمديد لصلاحيات ديكتاتورية مرتبطة بسيناريو الفشل، وصدور قرار رئاسي بإعادة تشكيلة اخري بديلة تأخذ معها فترة زمنية أطول نحو الانفراد بالسلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية!! وكأنها "سبوبة" مزدوجة المنفعة للبحث عمن يستطع ملء مساحات إعلامية علي فضائيات موجهة بوصلتها نحو طريق واحد لا يعرف التوازن أو الموضوعية أو الحيدة في عرض كل الرؤي ووجهات النظر المتعددة، وكأن انجاز التأسيسية وتكثيف جلساتها الأخيرة لم يكن الهدف منه سرعة إنهاء "تحكمات" بعض نصوص الاعلان الدستوري التي قد تتطلبها المرحلة الحالية، فينعدم أثرها بعد الموافقة علي الدستور الجديد، فكان الهجوم الممنهج والأعمي علي إنجاز مسودة الدستور. وكما ارتبطت الأحداث الجسام كالثورات والتظاهرات المليونية خلال العامين الأخيرين، بظهور من يحترفون الميديا او تستقطبهم لا فرق من المتاجرين بالشعارات القومية والمتلاعبين بعقول ابناء الشعب المتشوق للاستقرار، ، فقد ارتبطت ومن ناحية اخري بظهور الفريق الثالت الذي يدعم التخريب ويجند عشرات وربما مئات الآلاف من البلطجية من الشباب والأحداث ارباب السجون، استغلالاً لحاجتهم للمال والمخدرات، فيخربون، ويسرقون وينهبون باسم الثورة والانتقام للشهداء والمصابين، وينتهي الامر عند الطرفين في إطار صفقة أو "سبوبة " لا ينبغي ترك مغانمها أو تفويت فرصتها. هذا ما يجب أن نتفق عليه جميعاً، وإلا فليقل لي أحدهم: هل من حاولا من الصبية المخربين سرقة ماكينة صرف البنك المصري الخليجي " atm" بجاردن سيتي - وقد رأيتهم بأم عيني – يعلمون شيئاً عن التأسيسية، وهل الصبية الذين سرقوا محلات محيط ميدان سيمون بوليفار ودخلوا مع قوات الأمن في حرب شوارع لهم مصلحة أو علاقة أو وعي بالاعلان الدستوري، وهل من حرقوا مدرستي ليسيه الحرية وقصر الدوبارة وما زالوا يتسلقون الحوائط الاسمنتية بشارع قصر العيني فيجلسون علي تبتها ويضعون قدماً علي قدم في تحدٍ سافر للأمن، هل لأولئك وهؤلاء علاقة بتحصين الشوري، أم أن هناك من له مصلحة في هز استقرار مصر وعودتها الي نقطة ما قبل الثورة عند المربع صفر؟! لعلي بحاجة هنا الي ان أشير الي ما لفت اليه الزميل الأستاذ عبد الناصر سلامة في اهرام امس من ان هيئة الرقابة الإدارية تعكف الآن علي إعداد دراسة حول مصابي الثورة الذين حصلوا علي تعويضات ويحصلون بالفعل علي معاشات وعددهم يزيد علي 6 آلاف شخص ، وقد كشفت عن ان اكثر من 50% منهم هم من اصحاب السوابق والبلطجية المسجلين خطر علي الأمن العام !! هي "سبوبة" إذن، وصفقات حقيرة مزدوجة المنافع علي حساب أمن الوطن، يستغل وفق بنودها الشيطانية من تنتظره المحاكمات وتتشوق لرؤيته عنابر طرة، ومن لتوه قد خرج منها أو من غيرها من البلطجية وممن اأفسدوا مصر. الأمر خطر بحق .. فهل نفيق ؟! This e-mail address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it