ايام مباركة هلت على الامة الاسلامية من مشرقها الى مغربها تزيد الاشتياق بين المسلمين لزيارة هى اسمى الامانى لهم وتهفو القلوب الى الركن المتمم لاركان الاسلام فى مؤتمرها الاسلامى الاكبر والاعم لكل المسلمين من مختلف الاطياف واللغات والجنسيات والذى يزيد الشعور بالولاء لهذا الدين الحنيف فى مشهد واحد شعثا غبرا يتضرعون الى الله بالوقوف على عرفات الله فالكل فى لباس واحد ويدعون بدعاء واحد اللهم تقبل "لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لبيك " ورغم ان الحج لبيت الله الحرام ارتبط بمن استطاع اليه سبيلا الا ان كل مسلم على قدر هذه الاستطاعة او لا يملكها ينفطر قلبه وتدمع عيناه وتحزن روحه لعدم مشاركته فى هذا المحفل الاسلامى ويدعوا الله عزوجل ان يكون من حجاج بيته الحرام العام القادم وان يكتبها له حجة مبروره باذن الله ليتمتع بزيارة المصطفى صلى الله علية وسلم ويكحل عينية برؤية الكعبة المشرفة ويسمو بالوقوف على عرفات ويرجع من حجته كيوم ولدته امه انه الاسلام الحق .... يترك الحجيج خلفهم ما ملكوا من حطام الدنيا لا هم لهم الا ان يتقبل الله حجتهم حيث يتجمع الملايين من المسلمين فى مكان واحد لا اختلاف فى الرؤى والطيف والكل بلسان واحد ينطق "لبيك اللهم لبيك " رسالة واضحة الى كل المسلمين فى كافة ارجاء الدنيا الاعجمى منهم قبل العربى من اقصى الارض الى اقصاها يلتفون حول الكعبة فى طواف فى منظر مهيب لا فرق بين مسلم وآخر يتطلعون الى الله بالقبول يطوفون ويسعون ويقفون بعرفات وينحرون دون تفرقة بينهم الا بالتقوى والعمل الصالح .... اللهم تقبل الحج رسالة واضحة الى كل المسلمين .. رمز للوحدة بينهم ولا فرق الا بالتقوى والعمل الصالح ورمز لكل الدول الاسلامية فى مشارق الارض ومغاربها ودعوة عامة وهامة الى من يدركها ان الاسلام يدعو الى الوحدة ونبذ الخلاف والاتفاق على رأى واحد ومبدأ مشترك ورح الاسلام السمحه ولنا فى الحج اسوة حسنه فالكل سواسية لا فرق بين مسلم المشرق واخية فى المغرب وفى لباس واحد لا تفرق بين غنى وفقير او ابيض او اسود وفى مكان واحد والهدف والمارب واحد هو طاعة الله عزوجل تاركين خلاف الدنيا وملذاتها .. العيون تتطلع اليهم فى كل الدنيا ومن كل البشر فلا يوجد اجتماع بهذا العدد الهائل فى مكان واحد الا فى مكة .. وان كان هذا الكم يثير الذعر فى قلوب الذين فى قلوبهم مرض ويخافون من هذا المجمع الهائل للمسلمين الا ان حال المسلمين الان فى دولهم التى تدين بالاسلام من شقاق وخلاف يبدد هذا الخوف ويتيح الفرصة امامهم الى السعى جاهدين لاشعال نار الفتنة بين المسلمين بعضهم البعض ويزيد الفرقة بينهم ولكن هل يتحقق الهدف ونتخذ من ركن الاسلام مثالا نحتذى بيه للسعى لنبذ الخلاف بين الدول الاسلامية ويكون المسلم فى المشرق فعلا اخو المسلم فى المغرب .. لايظلمة ولايسلمة ونرفع اكف الضراعة الى الله عزوجل فى هذة الايام الحرم ان يوحد المسلمين فى كافة بقاع الارض كما وحدهم فى مكان واحد وفى لباس وبدعاء واحد ولسان واحد لبيك اللهم لبيك