بينما كان الهدوء يخيم على ميدان المؤسسة بشبرا الخيمة، ويكسو الشوارع اللون الأسود، لولا انتشار بعض كشافات الإضاءة المنتشرة بأعمدة الإنارة، وفى ظل اختفاء أفراد الشرطة بمحيط مبنى جهاز الأمن الوطنى بالمدينة، استيقظ الأهالى على كارثة طالت مبنى الأمن الوطنى، وانتقلت إلى العمارات والمبانى المجاورة التى تهشمت واجهاتها بالكامل. كان فريق من النيابة العامة برئاسة المستشار، مصطفى المتناوى، رئيس نيابة قسم أول شبرا الخيمة، قد انتقل إلى مكان الانفجار، وتمت معاينته وكشفت المعاينة عن أن المبنى يوجد به برجى للمراقبة انهارأحدهما بالكامل، بعدما شاهد المجند المكلف بحراسته السيارة منفذة الانفجار تقف بجوار المبنى، فأسرع لإبلاغ رجال الأمن المتواجدين بالمبنى، وفور نزوله من برج شهد الانفجار، بينما كشفت معاينة النيابة حدوث تلفيات كبيرة بالبرج الثانى حيث تحطم سقفه وتهشمت أجزاءه الزجاجية، كما رصدت معاينة فريق النيابة العامة الذى مثله كلًا من محمد سرور، ومحمد شرف، وكلاء النيابة الكلية بشبرا الخيمة، برئاسة يحيى الزارع، رئيس النيابة الكلية، ومحمد أبوالشيخ، مدير نيابة قسم أول شبرا الخيمة، ومحمود أبو شادى، وكيل أول نيابة قسم أول شبرا الخيمة، بإشراف المستشار عمرو سامى، المحامى العام الأول لنيابات جنوبالقليوبية، تهشم واجهات العقار السكنى المجاور لمبنى الأمن الوطنى، وتحطم زجاج نوافذه وأبوب الوحدات السكنية، وأكدت المعاينة، حدوث انفجار فى خط المياه العمومى الذى يغذى المدينة ويتواجد أمام المبنى، كما أوضحت معاينة النيابة انهيار 300 نافذة بمجمع محاكم ونيابات شبرا الخيمة المكون من 6 طوابق تخص استراحات القضاة ووكلاء النيابة، كما كشفت المعانة أيضا تهشم بعض النوافذ الزجاجية بالطابق السادس بمبنى مستشفى النيل للتأمين الصحى الموجود بميدان المؤسسة، ونفس الأوضاع لمبنى مجلس مدينة شبرا الخيمة، ورئاسة حى غرب شبرا، بلإضافة إلى المطاعم والمحلات بالمنطقة. من جانبه أعلن مصدر أمنى أنه تم تفريغ كاميرات المراقبة الموجودة بالمبنى، لتحديد ملابسات العملية الارهابية والكشف عن هوية منفذى الحادث، مشددا على أن حبراء المفرقعات قاموا عقب الانفجار بالاستعانة بالكلاب البوليسية، لتمشيط المنطقة والتأكد من خلوها من المفرقعات، وقام اللواء هشام عبدالصمد، مدير المرور، بتحويل مسار السيارات المتجهة من وإلى طريق الكورنيش بالقاهرة، إلى طرق فرعية بديلة، فيما تم تشديد عملية فحص السيارات وتفتيشها بالكمائن الثابتة والمتحركة، بمعرفة اللواء عمر أبوزيد، مدير إدارة تأمين الطرق والمنافذ، كما تم تزويد الحراسة الأمنية على المنشآت العسكرية المجاورة للمبنى ومنها دار ضباط النقل، وقصر محمد على باشا، بالإضافة إلى فرقة الشرطة ومبنى قسم أول شبرا الخيمة. وفى إطار متصل، أكد مصدر أمنى ل"الأخبار المسائى"، أن مبنى الأمن الوطنى، الذى شهد الانفجار يخلو تماما من السجناء السياسيين، ولم يسفر الانفجار عن حدوث خلل فى شبكة المعلومات، وشدد المصدر على أن جميع الملفات والمستندات الموجودة بالجهاز بحالة جيدة، ولم يصبها أى سوء من قريب أو بعيد. وأشار المصدر إلى أنه تم فرض كردون أمنى حول الواقعة لمنع تسلل أحد إلى الجهاز، وخوفا على حياة المواطنين. وأوضح المصدر، أن وجود حرم أمنى لمبنى الأمن الوطنى بشبرا الخيمة، كان له أثره فى التقليل من حجم الحادث الإرهابى. من ناحية أخرى كشفت التحريات الأولية التى جمعها رجال المباحث بالقليوبية، بقيادة اللواء عرفة حمزة، مدير البحث الجنائى، بمعاونة العميد حسام فوزى، رئيس المباحث الجنائية، والعقيد جمال الدغيدى، رئيس فرع البحث الجنائى بشبرا الخيمة، أن السيارة المستخدمة فى الحادث الإرهابى، دبابة بيضاء اللون، ماركة بيك اب " نصف نقل "، ونتج عن انفجارها تفكيكها بالكامل ومحو أرقام الشاسية والموتر،ورجحت التحريات أنها كانت محملة بحوالى 2 طن مواد متفجرة كانت مغطاه بغطاء للتمويه على رجال الشرطة حتى لا يرتاب أحد فى أمر السيارة، وأكدت التحريات أن السيارة وقفت السيارة في الإشارة أمام المبني وفتح سائقها الباب ونزل منها وفى هذه اللحظات، نهره جندي الحراسة المتواجد أعلي برج المراقبة بالمبنى، فادعى حدوث عطل مفاجئ بالسيارة، وفجأة اقتربت منه دراجة بخارية يقودها ملثم، فاستقل خلفه الدراجة التى اختفت عن الأنظار بين شوارع المدينة. من جانبه تفقدالمهندس محمد عبد الظاهر، محافظ القليوبية موقع الحادث وأعلن تعويض المتضررين من الانفجار وإعادة مساكنهم إلى حالتها السابقة للانفجار، كما أشرف المحتفظ على تشكيل لجنة متخصصة من رئاسة حي غرب شبرا الخيمة و الإدارة الهندسية ولجنة المنشأت الأيلة للسقوط لفحص مبنى الأمن الوطنى والمنازل المجاورة وبيان اثار الإنفجار عليها، و كشفت المعاينة المبدئية تصدع واجهة مبني الامن الوطنى وجزء من السور وحدوث ميل شديد بعمودى إنارة مواجهين للمبنى وتحطم زجاج وشبابيك وابواب عدد من المنازل المجاورة لمبنى الأمن الوطنى وتحطم زجاج مبنى مدرسة شبرا الخيمة الثانوية التجارية وتحطم بوابتها، وأوصت اللجنة بأن مبنى الأمن الوطنى يحتاج للترميم. ووجه عبد الظاهر تعليماته لفحص العقارات والمنازل المجاورة واثبتت المعاينة انه لا توجد مساكن تشكل خطورة على حياة السكان نتيجة الإنفجار ولفت المحافظ إلى أن مبنى الأمن الوطنى مؤمن تماما موضحا أن اتأينه أفسد خطة الإرهاب لتفجيره بالكامل. وأوضح المحافظ أنه تم إسناد أعمال الترميم ورفع آثار الحريق لشركة المقاولون العرب، ولت بدأت بعد ساعات من الانفجار. وقال المحافظ: إن مرتكبي الحادث بالمجرمين الذين لا علاقة لهم بالإنسانية أو الإسلام السمح مؤكدا أن تلك العمليات الإرهابية لن تنال من أمن الوطن ووحدة أبنائه لكنها سوف تزيدهم ترابطا ورفضا للجماعات الدموية. من ناحية أخرى أعلن المهندس السيد موسى، رئيس حى غرب شبرا الخيمة، أنه تم إجراء الإصلاحات اللازمة لخط المياه العمومى بالمدينة والمتواجد بموقع الانفجار، وتمت إعادة المياه إلى المنمطقة بعد انقطاعها عدة ساعات عقبحدوث الانفجار. وأوضح موسى حدوث تلفات بالخط الرئيسى للمياه نتيجة الانفجار والذى أحدث عمقا بنحو مترين وقطر 5 أمتار، شافتا إلى أنه تم الدفع بفرق الطوارئ وتم تأمين المكان من قبل أجهزة الأمن وفرق المفرقعات، و شفط المياه و تم إصلاح المواسير وضخ المياه عقب الانتهاء من أعمال الإصلاح. من جانبه انتقل الدكتور عادل العدوي وزير الصحة والسكان، إلى مستشفى النيل للتأمين الصحى، لزيارة مصابى العملية الإرهابية، التى استهدفت مبنى الأمن الوطني بشبرا الخيمة، ووجه الوزير مسئولى المستشفى بتوفير الرعاية الكاملة لضحايا الحادث، كما شدد علي ضرورة الاهتمام بالمصابين وتقديم أوجه الرعاية الطبية وحسن المعاملة ومتابعتهم أولا بأول وطالب مسئولى المستشفى بإعداد تقرير عن حالات المصابين ونوع الإصابات لرفعه إلى رئاسة الجمهورية. وفى إطار متصل، أعلن الدكتور محمد لاشين، وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، وصول عدد المصابين إلى 30 مصابا من رجال الشرطة والمدنيين وتم نقلهم لمستشفيات الشرطة بالعجوزة والنيل للتأمين الصحي ومستشفي معهد ناصر. وأضاف لاشين، أن 20 حالة من الحالات المصابة خرجت من المستشفى لاستقرار حالتها الصحية، فيما تم احتجاز 7 حالات بمستشفيات القليوبية بمستشفى معهد ناصر، حيث تم احتجاز حالة واحدة بالعناية المركزة لسوء حالتها وتأثرها بالانفجار، ونفى ما تردد بشأن سقوط وفيات. وأشار وكيل وزارة الصحة إلى أن المصابين هم باسم رجب كامل ورجب محمد عبد الحفيظ وصلاح عمر صلاح ومينا كرم ثابت و وهيبه محمد السيد واشرف سيد وممدوح محمد عد الحميد ووائل نادى عبد العليم وعمرو ابراهيم حامد ورجب رمضان محمد والسيد محمد عليان وسيد خالد ومكرم عوض ومحمد احمد و خالد شحات محمود وسلام محمود احمد وفهمى محمد واحمد يوسف ومنى حمدى و محمد صلاح وامنيه على ابوزيد ومحمد سلام محمد وعطاالله محمد عطا الله ومحمد محفوظ وعلى سامى على وليم محمد احمد وخالد على محمود ورضا محمد احمد ومحمد صلاح خليل. التقت "الأخبار المسائى" ، بعدد من المصابين، حيث أكد صلاح محمد محمود ، مجند، شاهد عيان الذى أنه أول من شاهد الواقعة، عندما فوجئ بسيارة تتوقف. بجوار المبنى فنهر سائقها وطالبه بنقل السيارة، لكنه ادعى أنه أصابها عطل مفاجئ، فأسرع مترجلا من البرج ليخبر أفراد الحراسة المتواجدين بالمبنى من لداخل لسرعة التعامل مع السيارة بينما كنانت دراجة بخارية تقترب من السائق يقودها ملثم، وقفز خلفه سائق السيارة وانطلقت الدراجة بسرعة جنونية نحو ميدان المؤسسة، وهنا انفجرت السيارة وحدثت الكارثة وبسؤاله عن ملامح منفذى الحادث، قال إن كاميرات المراقبة ترصد كل غر وكبيرة وسوف تكشف تفاصيلهم، مؤكدا أنه شاهد المتهم يرتدى كاب " أسود اللون وتيشيرت وبنطلون، باللون القاتم، وأكد أنه سيحاول رسم ملامح المتهم لسرعة لقبض عليه. وأضاف باسم وجدى، أمين شرطة أنه كان تواجدا بالمبنى واهدتوقف سيارة أمام سور المبنى، فأسرع إليها لإبعاد سائقه ببا بعيدا عنالمبنى، بعدما ارتاب فى أمرها، فشاهد سائقها يفر هاربا مستقلا دراجة بخارية كانت تنتظرة ، وبعد ثوان قليلة حدث الانفجار . وتابع باسم: على الرغم من إصابىتى فى صدرى إلا أننى تحاملت الألم وهرولت خلف الدراجة التى استقلها الإرهابيان، لكن باءت حاولت بالفشل، وتعاونت مع زملائى فى تمشيط المنطقة أملا فى ضبط بعض الجناه وأنصارهم. وأوضح مكرم عوض، أمين شرطة، أنه كان متواجدا فى الخدمة، وتلقى إشارة من المجند المكلف بمتابعة الحالة الأمنية خارج المبنى من خلال برج المراقبة بتواجد سيارة متوقفة فى الاشارة المرورية أسفل البرج رقم 2 " سيارة ربع نقل " ولدى توجهه لاستطلاع الأمر حدث الانفجار . من جانبه قال محمود السيد، موظف، إنه كان عائدا من عمله وقت الحادث، وكان الميدان المتواجد به مبنى الأمن الوطنى، خاليا من أفراد الشرطة وبينما كانت الإشارة المرورية متوقفة، انتظرت السيارات حتى تغير الإشارة الإلكترونية التى تسمح عبور السيارت، وفى لحظة شاهدنا انفجار سيارة كانت متوقفة بجوار مبن الأمن الوطنى، فهرول الجميع إلى النزول من السيارة والفرار من الموت، وأضاف الشهد، قائلا : شاهدنا السيارات وهى تنفجر من حول المن، بالإضافة إلى تهشم واجهة النبنى التى تطايرت فى الهواء وتساقطت فوق السيارات المتواجدة فى الإشارة. وأضاف حمد عبدالله، محاسب، إنه كان يستقل سيارة ميكروباص، عائدا من عمله بالليل، وأثناء توقف السيارة فحى الإشاة التى لا تبعد كثيرا عن قصر محمد على باشا بالمدينة، شاهد تطاير أجزاء من مبنى لأمن الوطنى والمبانى المجاورة له، فقام ومستقلى السيارة بالنزول بسرعة للابتعاد عن سبب الانفجار، وبالاقتراب منه تم مشاهدة سيارة ربع نقل تتفحم ولم يتبق منها سوى الموتور، وفى هذه الأثناء استيقظ أهالى المنطقة وهرولوا إلى الشارع خوفا من أن يكون هناك زلزال بالمنطقة، وأضاف : قمنا بتهدئة السكان، وكانت سيارات الشرطة والجيش ق حضرت للمكان وتم إبعاد الأهالى للعامل مع الواقعة. وأشار عبدالله الدالى، من سكان العقار المجاور لمبنى الأمن الوطنى، إلى أنه كان غارقا فى النوم، واستيقظ على هزة أرضية شديدة تبعها صراخ واستغاثات سكان العقار، فأسرعت بحمل أطفالى الصغار للهروب من الموت، ونزلنا إلى الشارع نتسابق جميعا للنجاه وعندما نزلنا للشارع اكتشفنا أن هناك عملية إرهابية استهدفت جهاز الأمن الوطنى المجاور للعقار الذى نقيم فيه. من ناحية أخرى طالب أهالي شبرا الخيمة من أبناء المنطقة التى شهدت الموجة الانفجارية، بسرعة ضبط الجناة والقصاص لضحايا الحادث وكل شهداء مصر في الحرب المقدسة ضد الإرهاب.