لقد مر علينا صيف عصيب عانينا فيه من ارتفاع شديد في درجات الحرارة، كما قاسينا من أزمات انقطاع المياه والكهرباء مما جعل الأمور أكثر تعقيداً وبعد صرف علاوة يوليو تربص بنا التجار ورفعوا أسعار اللحوم والدواجن والأسماك والخضراوات والفاكهة ثم جاء شهر رمضان فانتهز التجار هذه الفرصة الذهبية واستمروا في رفع أسعار كل السلع الغذائية حتي صار القوت كالياقوت وإذا استمر انقلاب الأسعار بهذه الطريقة فإن هذا سيهدد السلام الاجتماعي ويتسبب في حدوث مجاعة. إن أسعار السلع الغذائية في الدول الأخري تخضع لقانون العرض والطلب ولكنها في مصر تخضع لقانون الطمع والجشع الذي يفرضه التجار الجشعون في جميع أسواقنا دون أن يجدوا من يردعهم. ألا يدرك السادة المسئولون بأن المجمعات الاستهلاكية قد فقدت أهميتها بعد إلغاء الدعم عن كثير من السلع الاستهلاكية كما أن عدد هذه الجمعيات محدود للغاية؟ هل تقوم هذه المجمعات بتوفير الخضروات والفواكه الطازجة التي يحتاجها المستهلكون بصفة يومية؟ والعجيب في الأمر أن تصريحات المسئولين تؤكد أنهم سيضربون بيد من حديد علي من يستغل معاناة الجماهير ورغم هذه التصريحات العنترية فإن التجار يضاعفون أسعار السلع الغذائية ولا يجدون من يضرب علي أيديهم بيد من حديد ولا حتي بيد من صفيح.