حظى حزب الشعوب اليساري لزعيمه الكردي العلوي صلاح دميرتاش، في الانتخابات التركية بنحو 79 مقعدًا في البرلمان الجديد، بعد فوز حزبه ب13 %من الأصوات، وفور إعلان النتائج بادر رجب أردوغان بتهنئته على فوز حزبه، بينما سارع ديمرتاش للرد قائلاً: إننا مستعدون لقبول جميع الخيارات المتعلقة بتشكيل حكومة ائتلافية مع أي جهة تركية شرط ألا تضم حزب العدالة والتنمية. وقال إنه من المستحيل أن يوافق على تحالف حكومي، مع حزب العدالة والتنمية، وحسب محللين سياسيين أتراك فأن الهدف من كل تحركات المعادية تجاه حزب العدالة والتنمية من قبل زعيم حزب الشعوب صلاح ديمرتاش هو عرقلة مشاريع الرئيس رجب طيب أردوغان، التي ينوي تحقيقها خلال الفترة القادمة على المستوى الداخلي والخارجي. ومن عجائب الأمور أن صعود نجم صلاح ديمرتاش الكردي الأصل، المنتمي للطائفة العلوية لقي ترحيباً كبيراً من صحافة العدو الصهيوني وإعلام النظام السوري والإيراني اللذين تغنيا بقرب رحيل الديكتاتور العثماني على حد سواء , وقد كان إعلام حزب الله من أوائل الملتقين بمن سموه بطل تركيا الجديد , حيث استضافته قناة المنار الفضائية التابعة للحزب ووصفته بالقيادي الكردي الذي يحمل هم المقاومة ضد الكيان الصهيوني، وقد أعرب ديمرتاش في ختام مقابلته مع قناة المنار(عن دعمه لمقاومة حزب الله التي وصفها بالشريفة وقال إن البعد الجغرافي لا يجب أن يحول بين من يناضلون في وجه الهجمة الإمبريالية على المنطقة ). كما أفرد الإعلام السوري برامج كاملة للشماتة بتراجع حزب العدالة والتنمية التي نعته بالإرهابي مقابل فوز ديمرتاش الذي سيكافح إرهاب الإخوان والتنظيمات السلفية. من جهتها وصفت الصحافة الاسرائيلية تراجع نسب حزب العدالة والتنمية، بقولها تراجع الحلم العثماني مقابل الديموقراطيين الشباب , ونشر الإعلام الإسرائيلي خبراً جاء فيه إن حزب "العدالة والتنمية" الذي عمل خلال فترة حكمه الماضية التي استمرت 12 عاما على تنغيص الأحلام والسياسة الإسرائيلية في المنطقة، لن يستطيع النجاح في تأسيس الحكومة بمفرده، وهو ما سبب حالة عارمة من الفرح لدى إسرائيل. أما صحيفة "إسرائيل تودي" المشهورة بدعمها لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، نشرت خبر نتائج الانتخابات التركية تحت عنوان "الشعب قال لأردوغان لا، وخصصت الصحيفة المذكورة معظم الثلاث صفحات الأولى منها فقط لتغطية نتائج الانتخابات التركية والتعليق عليها. وفي التحليلات التي نُشرت في الصفحات الأولى، استعرضت الصحيفة جميع السياسات التي تبناها حزب العدالة والتنمية والتي كانت تعارض السياسة الإسرائيلية، وقامت الصحيفة بتعريف حكومة حزب العدالة والتنمية بأنها "الحكومة الوحيدة المتجرئة لرفع رأسها ضد إسرائيل" في حروبها ضد غزة.