في الوقت الذي يحاول عدد من قوى الإسلام السياسي الدعوة لثورة إسلامية، وقلب نظام الحكم يوم الجمعة 28 نوفمبر الجاري، اتفق عدد من خبراء الأمن بأن هذه الدعوات ما هي إلا محاولات فاشلة لزعزعةالاستقرار، بعد فقد هذه الجماعات قدرتها على الحشد وكشف نواياهم أمام الرأي العام، وأن الهدف منها هو تصوير الأمن يدنس المصحف الشريف. أكد الخبراء أن الشرطة تتعامل مع أي معلومة بمنتهي الجدية ودون تهويل من الحدث، متوقعين في الوقت نفسه أن تتسم هذه المظاهرات بتجمعات قليلة مع محاولات لتشتيت الأمن بزرع عبوات ناسفة في أماكن متفرقة. وتوقع خبراء الأمن سيناريوهات هذا اليوم من خلال قراءتهم للمشهد، حيث ألقى اللواء مجدي البسيوني مساعد وزير الداخلية السابق اللوم علي وسائل الإعلام المختلفة للاهتمام بهذا اليوم أكثر من اللازم، موضحًا أنه تسبب في إعطاء الداعين لهذا اليوم حجما أكبر من حجمهم. موضحًا أن الدعوات لهذا اليوم تمت من خلال شبكة الإنترنت في الوقت الذي لا يطلع فيه كل المصريين علي الأخبار من هذه الشبكة، وبالتالي تحول الإعلام إلي دور المعلن بدون قصد. وأضاف البسيوني أن هذه الدعوات تحمل أكثر من معني، علي رأسها أنه اعتراف من جماعة الإخوان وحلفائها من الجبهة السلفية، بأنهم فشلوا خلال هذا العام في حشد المواطنين بأفكارهم الإرهابية، والدليل على ذلك بأنه لا مجال للدعوة إلي التظاهر طالما أن مظاهراتهم الأسبوعية واحتجاجات الطلبة المنتمين لهم بالجامعات المصرية وزرع عبواتهم الناسفة قد نجحت في إجهاض الدولة وإنهاك الأمن. مشيرًا إلي أن هذه الدعوات تؤكد غباء القائمين عليها بعد تأكيدهم علي استخدام المصاحف خلال المظاهرات، وهو الشىء الذي ينفر منه أي مسلم، فلقد أثبتوا بذلك أنهم بالفعل امتداد "للخوارج"، وبذلك كشفوا مكيدتهم بمحاولة تصوير الشرطة والجيش بأنهم يدنسوا المصحف أثناء فض مظاهراتهم، ونقلها إلي العالم. وأكد البسيوني أن هذه الثورة الإسلامية المزعومة ما هي إلا جباية من الدول التي تمد هذه الجماعات، حيث أن الغرض منها هو الحصول علي أموال وتشتيت الشرطة، لذلك سيكون أغلب المشاركين بها من المأجورين وأطفال الشوارع، متمنيًا أن يرى رموز الإخوان والداعين لهذه المظاهرات في مقدمتها، لأنها يحرضون ويدفعون ولا يشاركون، وسيخرج خلال هذا اليوم في الشوارع أعداد قليلة وسيظهر حجمهم الحقيقي. وأكد اللواء أشرف أمين المتخصص في الشئون الأمنية، أن الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية تتعامل مع أي معلومة بمنتهي الجدية ودون تهويل من الحدث، ويتم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة حيال أي معلومة يتم الكشف عنها أو تداولها، ولذلك هناك استعدادات ورفع لحالة الاستنفار الأمني في حالة خروج أية مظاهرات غير قانونية خلال يوم 28 المقبل، بدون النظر إلي حجم المشاركين. وقال أمين إن وزير الداخلية أعلن أكثر من مرة بالتعامل بمنتهي الحزم والقوة ضد أي أعمال من شأنها تكدير السلم العام وتهديد حياة المواطنين والمنشآت العامة والخاصة، وأن هناك تصعيد في التعامل وأسلوب المواجهة في حال استخدام أسلحة أو متفجرات من قبل المتظاهرين، وذلك في إطار قانوني. وأضاف أمين أن هذا اليوم سيخرج بأمان، موضحًا بأن هذه الجماعات أصبحت واضحة أمام الرأي العام، وبالتالي فقدت قدرتها على الحشد، والدليل علي ذلك هو خروج العشرات في مظاهراتهم خلال الشهور الماضية، وكان أهمها يوم ذكرى فض اعتصام رابعة. وتوقع اللواء محمد نجيب مساعد وزير الداخلية الأسبق، خروج هذه المظاهرات بعد صلاة الجمعة، وأن الغرض منها ليس الحشد، لأنهم فقدوا قدرتهم علي ذلك بعد أن وضحت أهدافهم الإرهابية التي لا تقترب من الدين الإسلامي، وإنما محاولة تصوير تدنيس المصاحف علي يد الشرطة والجيش أثناء فض مظاهراتهم، وهو الأمر الذي أكده علماء الدين أنه في حال حدوث ذلك، فأن المسئول هم المتظاهرون الذين سيتسببون في ذلك، بعد أن بدا يقينًا أنهم امتداد "للخوارج". وقال نجيب: إن قوات الأمن حققت ضربات استباقية خلال الفترة الماضية، لإجهاض عدد من المخططات الإرهابية، وتم إلقاء القبض علي عدد كبير من المحرضين وبحوزتهم أسلحة وعبوات ناسفة، وسوف يكون لها أثر كبير علي إفشال محاولاتهم لزعزعة الاستقرار. وأوضح أنهم يهدفون فقط لمحاولة تصوير الجيش والشرطة يدنس المصحف أثناء فض تظاهراتهم المزمعة، بالإضافة إلي زرع بعض العبوات المتفجرة لتشتيت الشرطة والقوات المسلحة، وسوف يتم السيطرة عليها. وأكد اللواء عبد العزيز توفيق مساعد وزير الداخلية لقطاع الحماية المدنية السابق، أن أحداث هذا اليوم ستنحصر في محاولة هذه الجماعات زرع بعض العبوات الناسفة والمتفجرات بالقرب من المنشآت العامة والشرطية لتشتيت رجال الأمن، بعد افتقدهم القدرة علي الحشد. وقال إن هناك استعدادات قصوى من رجال الشرطة بالتعاون مع القوات المسلحة لتأمين كافة المنشآت العامة، مع انتشار خبراء المفرقعات في كل أنحاء الجمهورية مزودين بأحداث أجهزة لتفكيك العبوات الناسفة وأجهزة التشويش لقطع الإرسال حول مكان العبوات إذا كانت مزودة بأجهزة اتصال، بالإضافة إلى الكلاب البوليسية. وناشد عبد العزيز المواطنين بالإبلاغ عن أية سيارة غريبة متروكة في أي مكان لفترات طويلة، للعمل التحريات عنها والكشف عن أية متفجرات في حال العثور عليها.