قام محافظ أسوان مصطفى يسرى والشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة بإزاحة الستار عن التمثال الجديد الكاتب والمفكر الراحل عباس محمود العقاد بمدخل مكتبة العقاد بكورنيش النيل والذي تم إهداؤه من الهيئة العامة لقصور الثقافة ضمن فاعليات الاحتفال بالذكري الخمسون لرحيل عملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد والتي تقام علي مدار 3 أيام تحت عنوان " خمسون عاماً من الحضور المتجدد " وذلك بحضور سعد فاروق رئيس إقليم جنوب الصعيد الثقافي والدكتور محمود الضبع أمين عام الاحتفال ، بجانب كوكبة من كبار الآدباء والمفكرين والإعلاميين ، علاوة علي عبد العزيز العقاد ممثل أسرة الأديب الراحل ، وقد بدأت الاحتفالات بمشاركة المحافظ ورئيس الهيئة ومحبي العقاد في مسيرة حب وتقدير للأديب الكبير حتى قصر ثقافة أسوان الذي تزينت أسواره بصور العقاد وبوسترات مدون عليها مؤلفاته المختلفة ، حيث قام المشاركين بارتداء قميص أبيض عليه صورة العقاد، كما شارك عدد كبير من طلبة المدارس بالمسيرة حاملين لافتات تحمل صوراً لأعمال العقاد ، وعلي هامش الاحتفال تم افتتاح المعرض الثانى لنادى كاميرا أسوان بقصر الثقافة والذي ضم باقة من الصور الفوتوغرافية للمناظر الطبيعية والجمالية بالمحافظة يضم النادي لمجموعة من الفنانين والمحترفين والهواة والمبتدئين فى مجال التصوير الفوتوغرافي .. وخلال الجلسة الافتتاحية طالب محافظ أسوان في كلمته المشاركين في المناقشات التي ستجري ضمن الفعاليات بإعادة قراءة أعمال العقاد والتى تعكس قيمة عظيمة وظفت موهبتها وفكرها لمقاومة كافة أنواع الاستبداد بقلم لم ينضب ولم ينكسر ، لافتاً إلي حاجة مصر خلال هذه المرحلة الفارقة التي نعيشها الآن لرؤي وأفكار العقاد التى يجب أن نستلهم منها روح الولاء و الانتماء والمواطنة والتماسك أمام موجة الإرهاب الفكري والمعنوي التي تحاول تعطيل مسيرة بناء دولة مدنية حديثة من خلال استكمال خارطة الطريق وتحقيق أهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيه .. وأضاف مصطفي يسري بأن حياة العقاد كانت سلسلة من المعارك الفكرية من أجل الحرية فى إطار من المسئولية الاجتماعية والتى تقوم على أن الوطن يسع الجميع وأن التباين فى الأفكار أو السياسات أو التوجهات لا يعنى تفتيت النسيج المتماسك لشعب مصر العظيم أو تعضيض قوة دولته ومؤسساتها سواء كانت حكومية أو قضائية أو إعلامية أو مجتمع مدنى.. وفي السياق ذاته أوضح سعد عبد الرحمن بأن مشاركة كوكبة من المثقفين والأدباء والكتاب في الذكري ال 50 لرحيل عباس العقاد إنما يدل علي مكانته العظيمة التي أصبحت نبراساً يقتدي به في الثقافة والشعر والفكر العربي ، مؤكداً علي حرص الهيئة بالتعاون مع محافظة أسوان علي التنظيم الجيد لإخراج هذه الاحتفالية بالشكل الذي يليق بالأديب والمفكر ابن أسوان ، وخاصة أن العقاد يعتبر أحد أهم الظواهر الأدبية بالنسبة لمفهوم عصره وموقعه التاريخي ونشأته العصامية ومنطقه في التفكر .. وأضاف رئيس الهيئة بأن عباس العقاد جامعة ومجموعة من القيم والمثل العليا ، ونحن حين نحتفل بهذه المناسبة كل عام فإننا نحتفل بكل القيم والمثل التي يجب أن نزرعها ونغرسها في نفوس النشأ المصري ، فالعقاد يعتبر تراث مصر الثقافي الذي مازلنا نعتمد عليه في جميع المجالات الثقافية والفنية والدينية والعلمية ، مشيراً إلي أن مؤلفات الكاتب الكبير تعدت ال 15 ألف مقالة والمائة مؤلف و 10 دواوين في الأدب واللغة والنقد والتاريخ والاجتماع والسياسة والتراجم ، وله أربعون كتاباً في الإسلاميات على رأسها العبقريات الشهيرة التي بدأها بعبقرية سيدنا محمد ( ص ) ثم الخلفاء الراشدين ، وله عدة مؤلفات في الدفاع عن الإسلام .. فيما أعرب عبد العزيز العقاد عن أشادته بالدور الذي تقوم به المحافظة بالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة في تنظيم الاحتفال السنوي بعملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد والذي شهد خلال هذا العام تطوراً كبيراً في برنامج الفاعليات التي عكست بحق شخصية الكاتب الكبير .. ومن جانبه أكد محمود الضبع علي أن التحضير لهذا الاحتفال بدأ منذ 3 أشهر احتفاءً بقيمة العقاد ومكانته حيث تضمنت الاحتفالات مسابقات ثقافية وندوات علي مستوي الجمهورية تصب في السيرة الذاتية للعقاد ومؤلفاته موضحاً بأن برنامج احتفالات الذكري ال 50 لرحيل العقاد ضمت أيضاً في اليوم الأول فقرة من لقاء تليفزيوني مع العقاد تحت عنوان " حكايات مجهولة يرويها العقاد " وأعقبها عرض مسرحية «قمبيز» للفرقة القومية بفرع ثقافة أسوان من إخراج حسن فهمي ، ثم تتوالي علي مدار اليومين المتبقين العديد من الندوات والأمسيات وورش العمل التي تتناول سيرة وأعمال العقاد ، وفي نهاية الاحتفال قام محافظ أسوان ورئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة بتكريم أسرة الأديب والمفكر عباس العقاد ، بجانب توزيع الجوائز علي الفائزين في المسابقة الأدبية عن العقاد والتي شملت 3 جوائز عن رأي العقاد في موضوعات السياسة والمرأة والفنون والحرية فاز بها 6 من الشباب مناصفة ، كما فاز 6 أخرين مناصفة في المسابقة الخاصة بتلخيص أحد كتب العقاد ، وخاصة عبقريات محمد وحياة المسيح وخالد والأمام ، وأشرف علي لجنة التحكيم الأديب أحمد أبو خنيجر والدكتور محمود الضبع والدكتور هيثم الحاج .