أ.د. أحمد فرج أحمد فرج أستاذ الجراحة العامة – قصر العيني عودة الي ماقاله كاتب كتاب المعالم (أن الدين لايشرع الا لحالات واقعه فعلا.. في مجتمع يعترف بحاكمية الله وحده.. انه ليس "نظرية" تتعامل مع الفروض( نستطيع مما سبق تفسير أسباب فشل حكم الاخوان في ادارة الدولة وفي مواجهة الآزمات شاملة أزمتهم الحالية وهي تحقيق فعلي للمقولة الشهيرة في علم الادارة " اذا فشلت في التخطيط تكون قد خططت للفشل". ان اعتماد هذه النظرية مخالفة لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم في صحيح مسلم "أنتم أعلم بأمر دنياكم" وهو فيما اتفق عليه أنه في شأن العلوم الدنيوية بدون اخلال بالمقاصد العامة للشريعة ومبادئ جلب المنافع ودرء المفاسد. ويستطرد الكاتب " والذين يريدون من الاسلام اليوم أن يصوغ نظريات وقوالب نظام وأن يصوغ تشريعات للحياة .. بينما ليس علي وجه الأرض مجتمع قرر فعلا تحكيم شريعة الله وحدها ورفض كل شريعة سواها مع تملكه للسلطة التي تفرض هذا وتنفذه. الذين يريدون من الاسلام هذا لايدركون طبيعة هذا الدين ولاكيف يعمل في الحياة كما يريد له الله. انهم يريدون منه أن يغير طبيعته ومنهجه وتاريخه ليشابه نظريات ومناهج بشرية" نستطيع أيضا مما سبق فهم أن مشروع النهضة كان تقية وكذبا جماعيا وفهم لماذا اعترفوا بعدم وجود مثل هذا المشروع الذي يعتبر مساواه بزعم الكاتب للاسلام بالمناهج البشرية بل ان الكاتب يستطرد " فاذا نحن عرفنا منهجه في العمل علي النحو الذي بيناه. فلنعرف أن هذا المنهج أصيل وليس منهج مرحلة ولابيئة ولاظروف خاصة بانشاء الجماعة الأولي أنما هو المنهج الذي لايقوم بناء هذا الدين في أي وقت الا به" ويضيف الكاتب " ونحن حين نريد من الاسلام أن يجعل من نفسه نظرية للدراسة أنما نخرج به عن طبيعة منهج التكوين الرباني" ويستدل علي نظريته بالآية الكريمة " وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا" الاسراء 106. متغافلا قول الله تعالي ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا ﴾ المائدة: 3 بما يؤكد اكتمال التشريع بنص القرءان ولكن أعتقد أن الكاتب ومن تبني مقولته واتخذها منهاجا من الاخوان المسلمين والجهاديين التكفيريين فتنوا أنفسهم بمقولة ليس لها سندا من القرءان أوالسنه النبوية المشرفة وأرادوا العودة بالتشريع الي نقطة الصفر ليتسني لهم تضعييف بعض الأحاديث وبعض التفاسير التي لاتخدم مخططاتهم السياسية واستبدالها بفتاوي شيوخهم ومرشديهم.