أكد الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، أن الإسلام لا يعرف (الدولة الدينية) بالمفهوم الغربي، أي الدولة (الكهنوتية)، أو (الثيوقراطية)، التي تعتمد على (الحق الإلهي)، وتقوم على مناكب رجال الدين، الذين يتميزون عن سائر الجماهير بأن ما حلوه في الأرض هو محلول في السماء، وما عقدوه في الأرض هو معقود في السماء. وقال القرضاوي، إن الإسلام لم يعرف في قرونه الأولى، وهى خير القرون، وفى أيام ازدهار حضارته، نموذج الدولة الدينية التي عرفتها المسيحية، إنما عرف (الدولة الإسلامية)، وفرق كبير بين الدولة الدينية والدولة الإسلامية، دولة مدنية مائة في المائة، ولكن تتميز بأن (مرجعيتها الشريعة الإسلامية)، ومن الضروري أن نفهم هذه الشريعة في ضوء اجتهاد فقهي صحيح، يجمع بين نصوص الشرع الجزئية ومقاصده الكلية. وأضاف القرضاوي، لا يجوز أن يؤخذ كل ما خطه القدماء من أقوال واجتهادات جزئية كانت صالحة لزمانهم ومكانهم وبيئتهم، فنعتبرها صالحة بالضرورة لزماننا وبيئتنا، فقد أثبت علماؤنا أن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والحال والعرف. وقال الشيخ القرضاوي، إنه لا مبرر لهذه المخاوف في بلادنا (أهل السنة، لأن الدولة الدينية عندنا غير موجودة، أي في فقهنا، فليس عندنا فكرة الإمام المعصوم، ولا المهدي الغائب المنتظر، والذي تعتبر المراجع الدينية نوابا عنه، وهم يدعون الله بأن يفرج عنه، أو يعجل فرجه، ومن هنا ظهرت عندهم نظرية (ولاية الفقيه)، وليس عندنا مثل هذه النظرية. وأوضح الدكتور يوسف القرضاوي، أن الدولة التي يريدها الشعب المصري بعد الثورة دولة مدنية ديمقراطية تعددية تحترم الأديان السماوية وتعتز بالإسلام، وتعتبره دين الدولة، وتجعله مصدر التشريع والتوجيه، ولا تجمد في فقهه وتفسيره، على ما قاله علماء الأزمنة الماضية، ولا تنفتح في تفسيره انفتاحا يخرجه عن الضوابط الشرعية، والقواعد المرعية، وتستفيد من كل التجارب الإسلامية المعاصرة، ومنها التجربة التركية الموفقة في سياستها إلى حد كبير. ------------------------------------------------------------------------ التعليقات علي سعد الأربعاء, 27 يوليو 2011 - 02:56 am هل استمعتم ووعيتم الرجل الفاضل العال الجليل أستاذ ومدرسة علمية مستنيرة ولكن للأسف أصحابنا أتباع الجماعات التي تحاول أن تحتكر فهم الإسلام لايأخذون من كلامه إلا مايتفق وآرائهم والدليل رأيه المؤيد بالدليل القاطع في مسألة النقاب والذي أوضحه في كتابه ( الحلال والحرام في الإسلام ) كذلك في رسالته المستقلة التي أسماها النقاب فهو يعتبر النقاب دخيلا على الإسلام ولكنهم لايسمعون إلا أنفسهم ، أما عن حديثه عن الدولة في الإسلام فهو كلام علمي جميل ولكن لابد من مرجعية الإسلام ممثلا في أحكامه وقواعده وليس في أشخاص بعينهم ، وللعلم فإن لاأول محتمر للزعامة الدينية عند أهل السنة وأول من فصل الدين عن الدولة وجعل هناك سلطة دينية وأخرى سياسية فهما محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود وما زالت السلطتان مورثتان في أسرتيهما حتى الآن معتصم الثلاثاء, 26 يوليو 2011 - 07:13 am الخطاب الديني لا يزال يستوحد على الخطاب الدعوي رحم الله الامام الغزالي حين قال قراءت كتابا عنوانه الاقتصاد الاسلامي و حين افرغت من قراءته وجدته هو الاقتصاد الوضعي فلم يزد صاحبه سوى كلمة اسلامي ان الخطاب الدعوي عندنا هو خطاب ديني يعتمد على نظرة دينية بحتة للمجتمع و الدولة و الاسلاميين ادا تصدرو السلطلة فانهم سيحكمون بولايه الفقيه ان العالم الاسلامي اليوم لا ينقده مما هو عليه الا بخروج المجدد الدي ينتظره هدا القرن و الدي سوف ينتهج نهجا يقف على فطرة التغيير و السلوك البشري الدي لا يخضع الى الفلسفات و نظريات التجربة البشرية بل يعتمد على الحقيقة المطلقة التي بها جاء البشر الى اسكان الارض و تعمريها و استخلافها