يبدأ اليوم ولأول مرة في تاريخ مصر الحديث اختيار أول رئيس بارادة الشعب بعيدا عن الاستفتاءات المزورة ونسبة ال99.9٪ حيث يتوجه أكثر من 50 مليون ناخب إلي لجان التصويت في أول تجربة ديمقراطية حرة ونزيهة لانتخاب مرشح من بين ثلاثة عشر مرشحا.. مرشح ينحاز لأهداف الثورة التي راح ضحيتها مئات الشهداء دفاعا عن حق المصريين في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. وفي تصوري ان الشعب الذي ذاق مرارة الظلم والفقر والاستعباد علي مدي ثلاثين عاما لن يقبل بعودة عقارب الساعة إلي الوراء بأي حال من الأحوال ولن يسمح لأي قوي أن تعيده إلي عصور التخلف والجاهلية الأولي. ومن هذا المنطلق فإن هناك ما يشبه الاجماع الشعبي علي مجموعة من المعايير التي سيتم علي أساسها انتخاب الرئيس القادم للمصريين وهي: لديه برنامج نهضوي شامل يلتزم بتنفيذه بجدول زمني محدد. يتمتع بالصدق والطهارة والأمانة والكفاءة. له تاريخ سياسي مشرف وخلفية علمية، وسمعة طيبة. أن يكون لديه إيمان عميق بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. لديه تصور واضح للقضاء علي حالة الفوضي والإنفلات الأمني والمجتمعي الذي يعاني منه المصريون في أعقاب الثورة. صاحب برنامج طموح للقضاء علي الفقر والبطالة والنهوض بالتعليم والصحة والبحث العلمي. أن يلتزم بالشفافية ومكاشفة من منحوه ثقتهم بالحقائق أولا بأول. أن يعيد لمصر مكانتها الاقليمية والدولية التي ضاعت بسبب ضعف السياسة الخارجية. يتعهد بعدم مشاركة أي من أفراد عائلته كزوجته وأبنائه في العمل العام خلال فترة رئاسته. يؤمن أن الحق تحميه القوة.. ويؤمن أن مصر القوية لن تكون إلا ببناء جيش وطني قوي يزود عن تراب مصر ويحمي أمنها وسيادتها. يتعهد بخلع ردائه الحزبي بعد توليه السلطة. يكون لديه الإمكانيات والقدرات الكافية لتخليص البلاد من الفساد المستشري في كافة قطاعات الدولة. وأخيرا فإن الشعب يتطلع اليوم إلي رئيس قوي وعاقل يحافظ علي كرامة الوطن ويعرف قلبه الرحمة.. يبني للفقراء بيوتا لا أن يبني لنفسه قصورا.. رئيسا يشعر بهموم الناس ويشاركهم أفراحهم.. وأتراحهم.. اللهم ولي أمورنا خيارنا ولا تولي أمورنا شرارنا.. اللهم من أراد بمصر خيرا فارزقنا خيره ومن أراد بمصر شرا فاكفنا شره.. اللهم لا تسلط علينا من لا يرحمنا.