يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد المزيد من الفوضي والاضطرابات في ضوء إصرار الإسلاميين والقوي الثورية علي تطبيق قانون العزل السياسي لمن يصفونهم بفلول نظام مبارك. القانون تم تفصيله صراحة لاستبعاد اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق والفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق من الترشح للانتخابات الرئاسية حيث يقضي بحرمان كل من عمل خلال السنوات العشر السابقة علي 11 فبراير 2011 رئيسا للجمهورية أو نائبا للرئيس أو رئيسا للوزراء أو رئيسا للحزب الوطني المنحل أو أمينا عاما أو كان عضوا بمكتبه السياسي أو أمانته العامة من مباشرة الحقوق السياسية لمدة عشر سنوات يتم احتسابها من بدء تمرير القانون بمجلس الشعب. ورغم اختلافي مع النظام السابق بكافة رموزه الا أنني أرفض فكرة العزل السياسي لأي فصيل لإيماني العميق بأن الممارسة الديمقراطية قادرة علي تمييز الصالح من الطالح وخير شاهد علي ذلك الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أثبتت ان الشعب المصري العظيم لديه من الرشد والوعي ما يمكنه من انتخاب الأكفأ والأصلح.. والفيصل في النهاية للصندوق الانتخابي. كما أنه لا يليق بأي حال من الأحوال بالأغلبية البرلمانية الإسلامية التي طالما عانت من الظلم والقهر والاستبعاد أن تكرر نفس أخطاء الأغلبية البرلمانية للحزب الوطني المنحل في الوصول للسلطة والاستحواذ عليها عبر القوانين الاستثنائية وقمع المعارضين ومنعهم من ممارسة حقوقهم السياسية والانتخابية. ومع تقديري للبرلمان ونوابه المحترمين المتحمسين فان قانون العزل السياسي تطارده الكثير من الاتهامات ويشوبه العوار الدستورى فالبعض يصفه بأنه انحراف وتفصيل تشريعي وصدر من أجل أشخاص بأعينهم بالمخالفة للمادة 26 من الإعلان الدستوري.. وباعتراف أساتذة وفقهاء القانون الدستوري فان القانون لن يغير من الأمر شيئا ولن يغير من موقف المرشحين للرئاسة والمحسوبين على النظام السابق علي اعتبار أنه لا جزاء ولا حرمان إلا بعقوبة قضائية تم التحقيق فيها علاوة علي أنه لا جدوي من هذا التشريع المعيب بعد تقديم الأوراق والترشح ولا يمكن تطبيقه بأثر رجعي. وأخيرا فإن حرمان أي مصري من ممارسة حقوقه الدستورية يعد انتهاكا صريحا لمواثيق حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها مصر.. ومن ثم فانني أربأ ببرلمان الثورة ان يلجأ لأساليب العزل التي كان يلجأ اليها برلمان النظام البائد.. افتحوا نوافذ الحرية واتركوا الشعب يقول كلمته ويعبر عن ارادته الوطنية في الصندوق وتأكدوا أنه لن يخذلكم.