احوال الدنيا أعلنت إسرائيل أنها ستواصل الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في القدس والضفة الغربية بعد انتهاء فترة التجميد يوم 26 الجاري ضاربة عرض الحائط بالتزاماتها أمام الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي واللجنة الرباعية مما يعني فشل المفاوضات الفلسطينية مع الجانب الإسرائيلي فكيف تتم مفاوضات مع لص يسرق الأرض وعلي أي شئ يتم التفاوض في ظل حمي الاستيطان علي الأراضي المحتلة. وقد أصاب عمرو موسي الأمين العام لجامعة لدول العربية كبد الحقيقة حين أعلن أنه لا تفاوض مع استمرار الاستيطان وأكد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية أن عدم تجميد قرار الاستيطان يعني نسف المفاوضات. والمطلوب من العرب والمجتمع الدولي بعد أن كشفوا حقيقة إسرائيل ونواياها أن يتخذوا قراراً واضحاً بالانحياز للحق الفلسطيني في اقامة دولته علي أرضه وأن تقوم الأممالمتحدة ومجلس الأمن باتخاذ قرارات تردع إسرائيل عن غيها وتنصاع للإدارة الأمريكية فلا يمكن للعالم أن يستمر في سكوته عن البلطجة الإسرائيلية بينما ينتفض أمام إيران ويظهر لها العين الحمراء. الكيل بمكيالين أفقد القرارات الدولية هيبتها ومكن إسرائيل من مواصلة احتلال الأراضي الفلسطينية. لقد صبر العرب والفلسطينيون صبر أيوب أمام الغطرسة الإسرائيلية وطرحوا الكثير من المبادرات وآخرها مبادرة السلام التي تتمثل في الأرض مقابل السلام ومع ذلك تجاهلتها إسرائيل بكل صلف وعناد. وقد أوضحت إسرائيل نيتها منذ اللحظة الأولي للمفاوضات حين رفضت الرد علي قرار تجميد الاستيطان وأخذت تناور وتختلق الأسباب الهامشية كتحديد أولوية بنود جدول المفاوضات في محاولة للهروب من استحقاق ملف الاستيطان. إسرائيل تستهدف كسب الوقت في مفاوضات عبثية حتي تزرع الأرض بالمستوطنات وحينها لن يتبقي للعرب والفلسطينيين ما يتفاوضون عليه. إسرائيل تملك كل أوراق لعبة المفاوضات والجانب الفلسطيني لا يملك شيئاً وتهديد محمود عباس بالانسحاب من المفاوضات هو ما تتمناه إسرائيل لأن ذلك أقصي ما يفعله الفلسطينون بعد أن انقسموا علي أنفسهم وتشرذموا وذهبت ريحهم وتخلوا عن النضال والكفاح تحت اسم المفاوضات. علي العرب التفكير في حشد العالم دفاعاً عن أرضهم التي تبتلعها إسرائيل جهاراً ونهاراً وأن يستخدموا تلال الأموال التي تمتلئ بها خزائنهم من أجل انقاذ القدس والمسجد الأقصي وليكفوا عن الصياح ولو مرة واحدة فلم يعد يسمعهم العالم.. والأجدي أن يحشدوا كل القوي المحبة للسلام والاستقرار مثل دول عدم الانحياز والدول الإفريقية في انتزاع قرارات لحصار إسرائيل اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً فربما يستطيع العالم الاصغاء لهم إذا توحدت ارادتهم ولغتهم وخلصت نواياهم!!