محيط: أكد د.سلمان بن فهد العودة " المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم" على أهمية الصبر وأنه ينبوع تتفرع منه عدة أشياء فقال :" الصبر سيد الأخلاق ، فالصبر إن كان في مواجهة وخوض معركة فهو شجاعة وإن كان في مجاهدة شحّ النفس فهو كرم وهكذا فهو ينبوع تتفرع منه أشياء كثيرة ، والقرآن الكريم حث على الصبر في عدة أمور في المعارك والحياة الزوجية والتعامل مع الناس فهو إذن معنى مشترك في كل الإتجاهات . ويوضح العودة أن درجة المُصابرة وهي درجة أعلى من درجات الصبر ، فالصبر والهدوء ضرورة لكي ينجح الإنسان في العمل والزواج والوظيفة فالنجاح يحتاج الصبر ونحن نحتاج أن نتعلم الصبر ، فعلميًا الإنسان الواعي يتصرف بطريقة عشوائية ومن ثم يفكر وتتراكم لديه خبرة وتجربة ويرى الخيارات الموجودة أمامه والرد التلقائي يستغرق 1⁄2 ثانية ولكن لو راقب نفسه بشكل جيد فيكون ثانية واحدة فهناك لديك وقت إضافي فلا تتسرع باتخاذ القرار ، حتى المخّ لابد أن يتدرب على أن لديه وقتا إضافيا والله عز وجل يقول: " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا " فمثلا شخص تتصل به بشكل مستمر ومستديم كالزوج مع زوجته فلا حب بلا صبر ولا صبر إلا بحب ، فلابد من مصابرة وللعلم المرابطة شيء فوق الصبر ، فإن النجاح والتوفيق على ضربه معول ، فمن قيم الصبر أنه يعطينا سموا روحيا ، فالإنسان الذي ليس عنده صبر يسأل لماذا أنا بالذات أُبتلى بهذا الأمر ، فهذا سؤال المحتج الذي لم يصبر لكن الإنسان إذا سما بروحه يسأل ماذا يمكن أن أتعلم من هذا الحدث وكيف أتعامل معه ؟ ، والصبر ليس مربوطا بوجود حدث أو نازلة فالصبر ضروري للحياة ، فمثلا الإنسان العاصي يحتاج للصبر فهو يتوب ويعود ، أيضا الشركاء يحتاجون للصبر لما يقع بينهم من مشاكل ، والصبر على الأشياء التي لم تتمكن من تحقيقها ، فمن تجارب الحياة المؤكدة أن الإنسان إذا أراد أن يحصل على سيارة حصل عليها فبمجرد وجود الإرادة ستحصل على ما تريد ، وتفقد الحياة قيمتها إذا حصلنا على ما نريد دون جهد أو مقابل ثمن . ويضيف، بحسب جريدة "المدينة" السعودية، الصبر في القرآن والسنة متكاملان ، والصبر يكون في الإقدام والإحجام ، والصبر في الطاعة وعدم فعل المعصية ، فالحياة هي تجربة على تعلّم الصبر ، ويكفيك أن تتذكر أن الصبر مرضاة لله جل وعلا وهو بشارة وأجر ورفعة في الجنة حسب الابتلاء ، فكيف لو فقِهَ الإنسان أن النجاح هو ثمرة لمعنى اسمه الصبر ". ويُضيف د.العودة موضحًا أهمية تحول الصبر إلى عادة فيقول:" نحتاج أن يتحوّل الصبر إلى عادة ولابد أن نكون مدمنين على حوافز تحصل لمعرفتنا النتائج ، فكل برامج الحياة وتفاصيلها سواء الخطط السريعة أو العاجلة الصبر هو الخطة رقم واحد فيها، وهذه الحكمة من الدروس المهمة في الحياة " إن أسوأ المشكلات التي نواجهها هي تلك التي لم تقع" فلا تتخيل الأسوأ دائماً ولا تُحمل الأمور دوما بشكل جدي ومبالغ فيه ، فلا تعط المواقف الشخصية أهمية زائدة فليس الفشل في شيء هو نهاية المطاف ، فليس الشخص المنهزم هو الصبور ،كلّا ، ولو أن الناس أكثر صبراً سيكونون أكثر نجاحا ، فلابد لنا أن نتعلم كيف نصبر والدعاء خير معين على الصبر " واصبر وماصبرك إلا بالله " أيضا حسن الظن بالله ، والتسبيح والاستغفار في أوقات الانتظار ، فالانفعال في حياتك لن يُغيّر شيئا، وإنما لابد من غرس أشجار العمل في نفوس الناس فمهما أخفق الإنسان في شيء فليحسن الظن بالله وربما أنك تستحق أفضل مما لم تتحصل عليه واليأس سبب من أسباب القهر ، والصبر هو علامة القوة مع النفس وعلينا أن لا نفهم الصبر خطأ ، فالمرأة تحتاج للصبر لكن ليس الصبر الانسحابي بل الإيجابي ، وخاصة أنها أقدر على الصبر من الرجل ، والصبر هو أفضل طريقة للحصول على ما نريد ، وكثير من الأحيان نكون على النجاح بضربة معول لكن فقداننا للصبر قد يحرمنا من النجاح " هناك أفراد يشعرون بأنهم أفراد في هذا العالم ، ولكن في الحقيقة هم لايعلمون أنهم العالم بأسره!