القاهرة: تصدر وزارة الأوقاف المصرية خلال الأيام المقبلة رداً علي مشروع «قرآنت» الذي تتبناه وزارة الخارجية الإسرائيلية لتفسير القرآن الكريم بصورة تربوية لتحديد موقف الوزارة من المشروع الذي أثار جدلاً واسعاً في الفترة الأخيرة. وذكر الشيخ شوقي عبداللطيف، وكيل أول وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة، أن إسرائيل تهدف من وراء مشروع «قرآنت» إلي استقطاب المسلمين وإيقاعهم في فخ الخديعة، حيث وضعوا تفاسير للقرآن تتناسب مع أفكارهم ومشاريعهم. وقال عبداللطيف لجريدة المصرى اليوم :وزارة الأوقاف ستصدر خلال الأيام القليلة المقبلة بياناً ورداً واضحاً تجاه هذا المشروع وما يحتويه من أكاذيب و«أفكار مسمومة». وأثار مشروع «قرآنت» جدلاً واسعاً بين أوساط علماء الأزهر، حيث أعلن بعضهم تخوفه الشديد من المشروع، بينما رأي البعض الآخر ضرورة الانتظار لمعرفة طبيعة هذا التفسير ومدي اتفاقه مع القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. ويرى الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الجمهورية الأسبق عضو مجمع البحوث الإسلامية أنه يجب علي العالم الإسلامي أولاً معرفة الهدف من هذا المشروع فإذا كان يهدف إلي تحقيق التواصل الثقافي والعلمي مع المسلمين فهذا جائز شرعاً لأن الإسلام يدعو إلي الحوار بين أتباع الأديان السماوية ويرفض الانغلاق والتقوقع علي الذات، أما إذا كان الهدف منه وضع تفاسير محرفة ومزيفة للقرآن الكريم فهذا مرفوض شرعاً بكل الصور. وأضاف أنه يجوز شرعاً أن يقوم أحد العرب الإسرائيليين بتفسير القرآن الكريم شريطة أن يكون مسلماً وعلي دراية بعلوم التفسير والقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، مشيراً إلي ضرورة الانتظار لمعرفة طبيعة هذا التفسير تطبيقاً للقاعدة الشرعية «الحكم علي الشيء فرع عن تصوره». بينما رفض الدكتور منيع عبدالحليم محمود، أستاذ علوم القرآن بجامعة الأزهر، المشروع الإسرائيلي لتفسير القرآن الكريم، قائلاً: «من المعروف عداوة إسرائيل وباحثيها الواضحة للإسلام والمسلمين وأري أن هذه الفكرة تهدف إلي تشويه صورة الإسلام من خلال وضع تفاسير خاطئة للقرآن الكريم، لأن عدم وجود النية الحسنة يجعل الأمر محل شك».