ختان الإناث بين الدين والسياسة في كتاب جديد القاهرة محيط: أصدر الشيخ سيد عسكر، الأمين العام المساعد الأسبق لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف وعضو البرلمان المصري، كتابا جديدا يتناول فيه موضوع "ختان الإناث" الذي أثيرت حوله ضجة إعلامية وبرلمانية في الفترة السابقة.
ويتناول الكتاب موضوع الختان والتأصيل الشرعي له، ويؤكد المؤلف من خلاله أن "الختان" عادة إسلامية جاء ذكرها في الكثير من الأحاديث النبوية، كما يتناول الكاتب موضوع "الختان" من الناحية السياسية وكيف أن هذا الموضوع أقحم في مجال السياسة. ويكشف المؤلف حقيقة المحاولات التي تهدف إلى تجريمه وخاصة منظمات غربية تهدف إلى تغيير القيم الإسلامية لمجتمعنا ومسخ هويته، كما يتناول فوائد الختان بالنسبة للفتاة والأضرار التي ستنتج عن محاولة منعه. وفي وقت سابق أصدر عدد من علماء الدعوة والشريعة الإسلامية وأساتذة كليات الطب بمصر بيانا وجهوا من خلاله انتقادات حادة لبعض البنود التي تضمنها مشروع القانون الخاص بإدخال تعديلات علي قانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 ومقترحات تجريم الختان المعروضة حاليا علي مجلس الشعب لإقراره. ورفض العلماء الموقعون علي البيان مقترح تجريم ختان الإناث واصفين المبررات التي يتذرع بها الداعون إلي هذا التجريم بأنها غير صحيحة ولا تستند إلي أي دليل شرعي، مشيرين إلي أن الدعوة للتجريم لم تفرق بين الختان الفرعوني الذي يستأصل أغلب الأعضاء التناسلية للأنثي وهو المرفوض شرعا وبين الخفاض الذي يزيل النواة التي في أعلي البظر طبقا لحديث رسول الرحمة صلي الله عليه وسلم ( اشمي ولا تنهكي ) والذي أكدت أبحاث علمية عديدة لأساتذة الطب عربا وغربيين إلي فائدته للإناث بل وعلاجه لبعض الأمراض التي تصيب النساء اللاتي لم يختتن. واستشهد العلماء الموقعون علي البيان بعدد من أساتذة الطب المتخصصين منهم الدكتور محمد حسن الحفناوي والدكتور محمد عبد الله خليفة والدكتور حاتم سعد إسماعيل والدكتور محمد علي البار والدكتور منير محمد فوزي أستاذ أمراض النساء بجامعة عين شمس الذي أكد في بحث علمي موثق أهمية ختان الإناث في الحماية من مرض سرطان الرحم. ومن الأطباء الأجانب الذين أكدوا علي أهمية ختان الإناث الدكتور إيزل بيكر براون أستاذ أمراض النساء والولادة بانجلتر، والذي أكد في بحث بعنوان (علاج بعض أشكال الجنون : الصرع والإغماء عند الانثي) وأكد فيه أهمية الختان كعلاج من هذه الأمراض إلي جانب بحث الطبيبة الأمريكية أي بي لوري في كتابها (her self) والذي أشارت فيه إلي أن الختان المبكر للفتاة يكون علاجا مؤكدا لعصبية كم من النساء بسبب عدم إزالة القلفة المعقوفة، إلي جانب إزالة أسباب الإثارة المتكررة للأعصاب مما يقلل الحك والتهيج. وفند البيان الادعاء بأن ختان الإناث لا أصل له في الدين ووصفوا هذا الادعاء بأنه افتراء علي الحقائق الثابتة والأدلة الشرعية والآراء الفقهية لكبار الأئمة الشافعي وأحمد بن حنبل ومالك وأبوحنيفة رضي الله عنهم جميعا، والذي تراوح الخفاض عندهم بين الوجوب والسنية، وأكدوا أنه من سنن الفطرة ومن شعائر الإسلام مستدلين بقول الرسول صلي الله عليه وسلم: "إذا التقي الختانان فقد وجب الغسل" وهو الذي أخرجه الإمام البخاري والإمام مسلم في صحيحيهما وليس هناك أي معارض ولا مطعن علي صحة هذا الحديث.