لإنقاذ الملايين.. جهاز ذكي يراقب ضغط الدم محيط مروة رزق القاتل الصامت.. هو الأسم الآخر لارتفاع ضغط الدم؛ وذلك لأنه لا يوحي بأية عوارض مميزة، ويمكن أن تصاب به لسنوات دون أن تعلم، فحوالي 90% من حالات الإصابة تكون دون سبب واضح؛ ويقتحم هذا المرض حياة ضحاياه دون سابق إنذار ويتم اكتشاف الإصابة به صدفة في أغلب الأحيان، وهو يصيب واحد من بين كل خمسة بالغين.
وارتفاع ضغط الدم من أكثر أمراض العصر انتشاراً، ويتساءل الكثيرون عن كيفية مواجهته وعلاجه، الأمر الذي جعل باحثون في جامعة ليستر البريطانية وفي سنغافورة من تطوير جهاز جديد لقياس ضغط الدم قد يشكل نقلة نوعية في مراقبة ضغط الدم. وتشير الدلائل إلى أن الجهاز الجديد أكثر دقة في قراءاته من الأجهزة التقليدية لقياس ضغط الدم، حيث يعمل من خلال مجس في ساعة تقوم بقياس موجات النبض في الشريان، والتي يجري إدخالها إلى جهاز حاسوب مع قراءات من أجهزة تقليدية لقياس الضغط، ومن ثم سيتمكن العلماء من حساب قيمة الضغط في شريان الأورطة. ومن جانبه، أكد البروفيسور برايان ويليامز من جامعة ليستر، أن شريان الأورطة على بعد مليميترات قليلة من القلب وهو قريب إلى الدماغ، مضيفاً أن العلماء كانوا يعرفون دائماً أن الضغط في شريان الأورطة أقل منه في الذراع. وأوضح ويليامز أنه ما لم يجر قياس الضغط في الأورطة فلن تكون هناك وسيلة لتقدير منافع أو مخاطر العلاجات. ويتوقع أن تستخدم التقنية الجديدة لقياس ضغط الدم في المراكز المتخصصة قريباً، وقبل انتشار استخدامها على نطاق واسع خلال سنوات، طبقاً لما ورد بموقع "البي بي سي". ويرى ويليامز أنه من الصعب الاختلاف مع الرأي القائل إن الضغط بالقرب من القلب أو الدماغ يعطي صورة أدق عن احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية أو أمراض القلب من الضغط في الذراع. وأضاف دتشون مينج تينج من شركة "هيلث ستاتس" المصنعة للجهاز في سنغافورة: "هذا البحث أدى إلى حدوث طفرة فسوف يتمكن بمساعدته المرضى واطباؤهم من مراقبة ضغط الأورطة بسهولة حتى في منازلهم، وبناءً على ذلك يستطيعون تعديل أساليب علاجهم". طبيعة المرض
وقبل التطرق لأسباب وأضرار ضغط الدم لابد وأن نتعرف أولا علي ماهيته، فقد عرفه الأطباء بأنه عملية الجهد أو الضغط التي يبذلها الدم أثناء عبوره على جدران الشرايين، التي تقوم بدورها بنقله من القلب إلى سائر أجزاء الجسم.. وفى بعض الحالات، لا يستطيع الدم أن يمر يسهولة من خلال الشرايين نتيجة ضيقها وإصابتها بالتصلب، وفى هذه الحالات سيرتفع الضغط حتى يضمن استمرارية مرور الدم من خلال هذه الشرايين المصابة. والحقيقة التي يجب أن يعرفها كل من يعاني من هذا المرض ، أن هناك رقمان لتحديد ضغط الدم، الرقم الانقباضي وهو يعبر عن القوة التي يبذلها القلب؛ ليضخ الدم إلى الأطراف عبر أوعية الدم، والرقم المثالي هو 120 مم زئبقي، والرقم الانبساطي، وهو يعبر عن ضغط الدم الذي ينتج بعد ارتخاء عضلة القلب والذي يسمح بعودة الدم إلى القلب والرقم المثالي له 80 مم زئبقي، أي أن الضغط المثالي لجسم الإنسان هو 120 على 80 مم زئبقي.
ضغط الدم المرتفع
يربط الأطباء ضغط الدم المرتفع بالتقدم في العمر وخصوصاً من هم فوق 60سنة، حيث يلاحظ ذلك في العديد من الدراسات، والشيء المخيب للآمال أن أكثر من 90% من هذه الحالات غير معروفة السبب وهو لا يزال مجهولا ومتعدد الأسباب . ولكن هناك عوامل عامة لها تأثير سلبي على مستويات ضغط الدم مثل السمنة والإفراط في تناول الملح والإفراط في شرب الكحول وكذلك قلة النشاط والحركة، ورغم أن هناك علاجاً بالعقاقير يوصف من قبل الأطباء إلا أن الغذاء قد يكون أحد أسباب الوقاية وكذلك علاجه . وللوقاية من ضغط الدم المرتفع ينصح الأطباء بالإقلال من تناول الدهون المشبعة مثل السمن البلدي، الزبدة والقشطة، وكذلك الابتعاد عن الأغذية عالية الكوليسترول مثل المخ، والكبدة واللحوم الحمراء وهذا الإجراء يحد من خطر حدوث أمراض القلب والأوعية . وينصح الأطباء بزيادة تناول الخضار والفواكه والبقول "فول وعدس" وكذلك الحبوب الكاملة وينصح باستهلاك منتجات الألبان قليلة أو بدون دسم، كما أن بعض العناصر المعدنية مثل الكالسيوم والماغنسيوم والسيلينوم وفيتامين "ج" ومضادات الأكسدة لها دور مباشر ونافع في خفض ضغط الدم. ولابد أن نضع في الحسبان أن عملية خفض الضغط عند المسنين من الأمور المهمة، حيث أن ذلك له فوائد في الحد من مخاطر حدوث السكتة الدماغية "الجلطة" وكذلك أمراض القلب. ضغط الدم المنخفض يعرف الأطباء ضغط الدم المخفض بأنه الحالة التي تجري فيها دورة الدم في الجسم تحت ضغط أقل من الضغط الطبيعي للإنسان، وهو اصطلاح وتعريف نسبي يكون تحديده مرهوناً بالشخص الذي يحدث له هذا النوع من المرض، وإذا لم يصاحب ضغط الدم المنخفض أعراض إضافية مثل الإغماء أو نوبات الدوخة مابين حين وآخر مما يصعب على المختص علاجه فإنه لا يعد ضاراً بالصحة. وفي معظم الحالات يعتبر ضغط الدم الانقباضي الذي ينقص عن 100ملم من الزئبق يعد ضغطاً منخفضاً في حدود النطاق السوي لضغط الدم في الجسم . ويقترن ضغط الدم المنخفض عادة بأعراض هامة أخرى قد تحدث في بعض حالات معينة تستلزم تماماً العناية الطبية، ومن هذه الحالات ما يسمى بالصدمة التي تترتب عن إصابة أو نزف، وفي هذه الحالة قد يستلزم الأمر نقل كمية من الدم إلى المصاب لاستعادة ضغط الدم المعتاد إليه . ومن الحالات النادرة التي تتسم بانخفاض ضغط الدم مرض ما يعرف بمرض "اديسون" أو القصور الشديد في نشاط الغدة الدرقية، ولكن في هذه الأحوال يسبب المرض الإبتدائي من الأعراض الهامة المتعددة الأخرى، ما يعد بجانبه مرض انخفاض ضغط الدم عرضاً لا أهمية له نسبياً . ويجب أن نعلم أن انخفاض ضغط الدم لا يعتبر مرضاً، بل بالعكس فان الضغط المنخفض سبب رئيسي في الحياة لمدة طويلة، وعليه يجب أن يعمل شيء لرفع ضغط الدم، بل من الواجب أن تؤخذ مواد تساعد على تنظيم الضغط فقط، وذلك عندما يعاني أصحاب الضغط المنخفض من الكسل والشعور بالدوخة أو الارتخاء. أعراض الإصابة بارتفاع ضغط الدم لا يشعر أغلب مرضى ارتفاع ضغط الدم بأية أعراض، ولكن من الممكن ظهور أعراض ناتجة عن مضاعفات ارتفاع ضغط الدم، ومن هذه الأعراض:
- عدم اتزان وصداع. - نزيف أنفي. - ألم في مؤخرة الرأس عند الاستيقاظ في الصباح. - ألم في الصدر. - ضيق في التنفس. - اختلال في الوعي والتركيز. - ضعف في الأطراف. - تشنجات. - زغللة وضعف في البصر. أما الأعراض والعلامات الأخرى، تكون ناتجة عموماً عن مضاعفات أو حالات أخرى تؤدي إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم وتتضمن: - تعرق زائد. - تشنج العضلات. - ضعف عام. - تبول بشكل متكرر. - خفقان القلب بسرعة. آثار ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته
يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى مشاكل صحية خطيرة ترتفع حدتها إذا لم تتم معالجته بالشكل المناسب، وتختلف هذه الآثار والمضاعفات من شخص لآخر بالاعتماد على أربعة عوامل خطر رئيسية لا يمكن السيطرة عليها هي: - العمر: حيث تزداد احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع تقدم السن. - العرق: فالزنوج هم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم من البيض. - الجنس: ففي مرحلة الشباب ومنتصف العمر يكون الرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء، والعكس فيما بعد الستين. - التاريخ المرضي للعائلة: فقد ينتج ارتفاع ضغط الدم عن عوامل وراثية.
وبشكل عام فإن لارتفاع ضغط الدم مضاعفات سلبية كبيرة على جميع أعضاء الجسم، إلا أن أكثر الأعضاء تأثراً هي القلب والكلى والدماغ على التفصيل التالي:
القلب: نتيجة للإصابة بارتفاع ضغط الدم لا يحصل القلب على الكمية اللازمة من الدم والأكسجين مما قد يؤدي إلى انسداد الشريان التاجي والإصابة بنوبة قلبية، كما أن هذا النقص المزمن في تروية القلب قد يؤدي إلى موت جزء من عضلة القلب وتوقف القلب عن النبض مما يتسبب في أغلب الأحيان بالوفاة. الدماغ: نتيجة لضيق الشرايين تقل تروية الدماغ بالدم مما يؤدي إلى نوبة تأتي على صورة فقدان مفاجئ للقوة والإحساس بالشلل، وقد تحدث النوبة (السكتة الدماغية) نتيجة تمزق أحد الشرايين في الدماغ مؤثرة على وظائف الدماغ، ودخول المريض في غيبوبة. الكلى: كما عرفنا، فإن ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى نقص تروية الأعضاء بالدم، فنتيجة لنقص تروية الكلى تقل قابليتها للتخلص من الفضلات والسموم، وهذا ما يسمى بالقصور الكلوي الذي يترتب عليه تراكم المواد السامة في الدم. اختر غذائك توصلت أحدث الدراسات الطبية إلى أن النظم الغذائية الصحية الخط الأول للدفاع لدرء ارتفاع ضغط الدم. وهي تمثل علاجاً أولياً ممتازاً عندما يأخذ ضغط الدم في الارتفاع نحو منطقة حدوث المرض، كما أنها شريك مثالي للأدوية. ولسوء الحظ، لم يكن من السهل ترجمة الاستراتيجيات الغذائية التي تم اختبارها في الدراسات الإكلينيكية وتحويلها إلى نظم غذائية يمكن اتباعها يومياً. ولكن الطبيبين فرانك ام. ساكس وهنّا كامبوس العاملين في قسم التغذية في كلية هارفارد للصحة العمومية قاما بهذه المهمة. وقد عرضا في 3 يونيو 2010 في مجلة "نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسين" جملة من النصائح المدعمة بالأدلة والبراهين حول النظم الغذائية لحالة ضغط الدم المرتفع، إضافة إلى تقديمهما قائمة بالأغذية التي يجب شراؤها أسبوعياً، طبقاً لما ورد بجريدة "أنباء الشرق الأوسط". - تناول كميات أكثر من الدجاج، والسمك، والمكسرات، والبقول، وكميات أقل من اللحوم. - اختر الحليب ومنتجات الألبان قليلة أو منزوعة الدسم بدلاً من الكاملة الدسم. - تحول إلى تناول الفواكه والخضراوات بدلاً من الوجبات الخفيفة المالحة أو الحلوة، أو الحلويات. - اختر الخبز والمعكرونة والأغذية الأخرى الغنية بالكربوهيدرات المصنوعة من الحبوب الكاملة بدلاً من تلك المصنوعة من الطحين الدقيق الأبيض. - تناول الفاكهة بدلاً من عصير الفاكهة. - استعمل الدهون غير المشبعة مثل زيوت: الزيتون، والكانولا، وفول الصويا، والفول السوداني، والذرة، وعباد الشمس، بدلا من الزبد، وزيت جوز الهند، أو زيت النخيل. - اعتمد على المنتجات الغذائية الطازجة أو المجمدة بدلاً من المعلبة والمعالجة صناعياً. - اختر الأغذية التي تحتوي على القليل من الصوديوم قدر الإمكان: استعمل الأعشاب، والبهارات، والخل، وأية مضافات أخرى للطعم، بدلاً من الملح. - لا تهمل وجبات الطعام، حاول أن تتناول ثلث السعرات الحرارية اليومية في وجبة الإفطار. - إن كنت بحاجة إلى مساعدة، فعليك تدوين كل ما تتناوله يوما بعد يوم لمدة أسبوع، لكي تعرضها على اختصاصي في التغذية. إن كنت من الأشخاص الذين يحبون التعامل مع الغذاء، فإن بمقدورك أن تضع قوائم بالأطعمة المساعدة على خفض ضغط الدم المرتفع.