واشنطن : كشف التقرير النهائى لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" حول حادث تفكك المكوك الفضائى كولومبيا فى فبراير 2003، أن رواد الفضاء ادركوا أن هناك مشكلة عند هبوط المركبة عندما حاول قائدها السيطرة عليها دون جدوى. وأشار التقرير إلى أن الحادث وقع بسرعة كبيرة، موضحاً أن رواد الفضاء السبعة لم يتمكنوا حتى من اغلاق خوذهم، وتضمن التقرير الذى يقع فى 400 صفحة ثلاثين توصية لتحسين شروط سلامة رواد الفضاء فى الكبسولة "اوريون" التى ستبدأ رحلاتها فى 2014. وأوضح التقرير أن رائد الفضاء الذى كان جالساً فى المقعد الثانى حاولإاعادة تشغيل المحركين البديلين الثانى والثالث فى مواجهة انخفاض حاد فى الضغط الهيدروليكي، مؤكداً أن هذه المناورات جرت قبل ان يفقد رواد الفضاء وعيهم تحت تأثير انخفاض الضغط فى القمرة. وكان المكوك كولومبيا تفكك على ارتفاع حوالى عشرين الف متر بينما كان عائداً من رحلة مدارية استغرقت 16 يوماً، وكان يفترض ان يهبط فى فلوريدا. ونجم الحادث عن شرخ فى غلاف الحماية الحرارية للجناح الأيسر حيث تسرب الهواء الساخن جدا بفعل الاحتكاك نظرا للسرعة الكبيرة للمركبة، مما أدى إلى انصهار الهيكل الداخلى المصنوع من الالمنيوم، وقد تسببت فى هذا الشرخ قطعة من المواد العازلة انفصلت عن الخزان الخارجى للمركبة بعيد اطلاقها. وفي التقرير النهائى لناسا اتضح أن أحزمة الأمان والبزات الفضائية وخوذ رواد الفضاء لم تعمل بشكل مناسب، وكانت كارثة كولومبي، الحادث الثانى منذ اطلاق هذا البرنامج فى إبريل 1981، فقد انفجر المكوك تشالنجر بعيد اقلاعه فى يناير 1986 مما أدى إلى مقتل ركابه السبعة، وسيتم سحب كل المكوكات الفضائية فى 2010 بعد الانتهاء من بناء محطة الفضاء الدولية.