حلق المكوك الفضائي "إنتربرايز" وهو نموذج أولي لم ينطلق نحو الفضاء أبدا، الجمعة فوق نيويورك بعدما انطلق من مطار دالز (فرجينيا، جنوب شرق) بالقرب من واشنطن وقد وضع على ظهر طائرة بوينغ 747 معدلة.. وهو سيعرض في أحد متاحف نيويورك. و"إنتربرايز" هو المكوك الفضائي الأميركي الأول الذي أنجز في العام 1976، لكنه لم يستخدم إلا في اختبار قدرات المركبة المدارية في التحليق في الجو. بعده، تم بناء خمسة مكوكات فضائية أخرى، وقد حلقت جميعها حول مدار الأرض، وآخرها مكوك "أتلانتيس" في تموز/يوليو 2011. اثنان من تلك المكوكات دمرتا في حادثتين مأساويتين، "تشالنجر" في العام 1986 بعد قليل على إطلاقه و"كولومبيا" في العام 2003 خلال عودته من الجو. وقد سقط 13 رائد فضاء في الحادثتين. وكان "إنتربرايز" قد عرض لسنوات عدة في مركز ستيفن أف أودفار-هازي التابع للمتحف الوطني للجو والفضاء في واشنطن، بالقرب من مطار دالز على بعد ثلاثين كيلومترا من العاصمة الأميركية. وفي 19 نيسان/أبريل الماضي حل مكوك "ديسكافري" رسميا مكان "إنتربرايز" في مركز ستيفن أف أودفار-هازي، خلال احتفال. و"ديسكافري" وهو أحد المركبات المدارية الثلاث التي حلقت في الفضاء ولفترة طويلة، كان قد نقل إلى مركز كينيدي للطيران على مقربة من كاب كانافيرال في فلوريدا (جنوب شرق) على ظهر الطائرة نفسها. وقبل أن تحط طائرة البوينغ 747 الخاصة في مطار جون كينيدي الدولي في نيويورك، ستحلق فوق نيويورك في ما يشبه تحية إلى "إنتربرايز"، تماما كما جرى مع "ديسكافري" فوق واشنطن. فتحلق الطائرة التي انطلقت من مطار دالز عند الساعة 13,00 بتوقيت غرينيتش، فوق مانهاتن وتمثال الحرية ومعالم مهمة أخرى في نيويورك. وبعد أسابيع على بلوغه مطار كينيدي، سوف يتم نزع "إنتربرايز" من على سطح طائرة البوينغ 747 ليوضع على عبارة تنقله على نهر هادسون باتجاه متحف "إنتريبيد سي، إير أند سبييس". ومن المتوقع أن يصل المكوك إلى المتحف خلال شهر حزيران/يونيو، بحسب ما أفادت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" في بيان. وهذا المتحف يقع على حاملة الطائرات "يو أس أس إنتريبيد". أما المكوكان الآخران "إنديفور" و"أتلانتيس" فوجهة أولهما كاليفورنيا إلى مركز العلوم في لوس أنجليس، في حين يتوجه ثانيهما إلى مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا.