محاولات لا تنتهي .. طريقة جديدة لتنظيم السكر في الدم محيط - مروة رزق يختلف مرضى السكري بعضهم عن البعض, فالعمر والوزن وطبيعة العمل وطول فترة المرض ونوع السكري ووجود أي حالات أخرى مصاحبه كلها عوامل هامة جداً في تحديد نوع العلاج الأمثل، فنجد أن البعض يمكنه السيطرة على مستوى السكر بالدم من خلال إتباع نظام غذائي مع المحافظة على الوزن الأمثل, في حين يحتاج البعض الآخر لاستخدام الأقراص أو حقن الأنسولين لتحقيق ذلك. ويعتبر الأنسولين العلاج الوحيد المتعارف عليه دولياً بين الأوساط الطبية لعلاج النوع الأول من السكري، وهو يؤخذ عادة بشكل يومي على هيئة حقن، ولعلاج هذا المرض نجح باحثون أمريكيون مؤخراً في التوصل إلى طريقة جديدة لتنظيم السكر في الدم قد تؤدي إلى علاج أبدى لمرضى السكر. وأشار الباحثون إلى أن مئات الالاف من الأشخاص يعانون من مرض السكر وهي حالة تقضي على الخلايا فى البنكرياس مما تترك الجسم غير قادر على تنظيم معدل السكر في الدم، مؤكدين أن مرضى السكر يضطرون إلى حقن أنفسهم بالانسولين كل يوم واتباع نظام حمية معينة للتعامل مع هذا المرض. وأوضح الباحثون أن العلماء استطاعوا الاقتراب من علاج مرض السكر، حيث قاموا بتحويل خلايا في الكبد إلى منتج للانسولين من خلال اجراء تجاربهم على الفئران، مشيرين إلى أن هذه العملية قد تؤدي يوما ما الى علاج أبدي لهذا المرض. وقام الدكتور لورانس تشان وفريقه البحثي بحقن الفئران بجينات قامت بتحويل الخلايا في الكبد وحله محل الخلايا التالفة في البنكرياس، وقد اكتشف العلماء أن السكر في دم الفئران قد رجع إلى المعدل الطبيعي خلال أسابيع. وأكد الباحثون أنه تم تحويل خلايا الكبد إلى منتج للانسولين من قبل إلا أنه لأول مرة يفهم العلماء التقنية وأعربوا عن اعتقادهم بأن هذه الطريقة قد تؤدي إلى علاج لمرضى السكري. وأضاف العلماء أن العائق الوحيد الذي يقف في وجه العلماء أنه من أجل أن تتعامل الجينة والتي أطلق عليها اسم "نيوروجينن 3" مع الخلايا فإنها تحتاج ان تنقل مع فيروس والذي يمكن أن يكون مهلك للإنسان. التجارب مستمرة .. والهدف واحد وتجارب الباحثين والأطباء لا تنتهي في هذا الشأن، أملاً في تخفيف عناء هذا المرض ، ومن هذا المنطلق طور علماء سويسريون شكلاً دوائياً جديداً لعلاج السكري وهو عبارة عن مادة جيلاتينية تحوي جزيئات هرمون الإنسولين، مما قد يساعد على منح هؤلاء المرضى فرصة لحياة جديدة، تخلو من عناء الحقن اليومي الذي تقتضيه إجراءات العلاج الحالية.
واستطاع فريق من العلماء في دائرة علم وهندسة النظم الحيوية، التابعة للمعهد الفيدرالي للتقانة بزيورخ، تطوير هذه المادة الجيلاتينية، والتي يمكن حقنها بالجسم، ليستمر تأثيرها مدة تتراوح ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع. وبحسب التجارب التي أجريت على عينات لخلايا بشرية وحيوانات مخبرية، يتطلب استخدام الجل الجديد تناول قرص من الدواء بالفم، يساعد على تنظيم ما تفرزه المادة الجيلاتينة من جزيئات الهرمون، بحسب ما يحتاج المريض. وعلى الرغم من أن فكرة استخدام الجيلاتين في مجال تطوير أشكال دوائية لهرمون الإنسولين ليست بالجديدة، إلا أن ما يميز ابتكار العلماء الأخير، هو ضمان تنظيم إفراز الهرمون، عن طريق عقار فموي يتناوله المريض. أنسولين في أقراص
وفي نفس السياق، توصل باحثون أمريكيون إلى ابتكار قد يجعل من تناول أقراص الأنسولين فى المستقبل القريب، أمراً ممكناً بدلاً من أخذه بشكل حقنٍ تعطى مدى الحياة، الأمر الذى قد يحدث تغييراً فى حياة الكثيرين من مرضى السكري. وتتمثل فكرة الابتكار الجديد فى تطوير مادة هلامية "هيدروجيل"، لتتكفل بحمل ونقل هرمون الإنسولين إلى الأمعاء، كما تعمل على حمايته من التلف فى الوسط الحمضى للمعدة. وأوضح البروفيسور نيكولاس بيباس المتخصص فى مجالات، الهندسة الطب- حيوية، الهندسة الكيميائية، وعلم الدوائيات، فى جامعة "تكساس أوستن" الأمريكية، وهو الباحث الرئيسى فى فريق البحث؛ أن هذه الفكرة تعتمد على تحميل هرمون الإنسولين ضمن حبيبة دوائية، تتكون من مواد هلامية مبلمرة، والتى تبدو حساسة تجاه التغيرات فى درجة حموضة الوسط الذى تتواجد فيه، فتقوم بالتمدد لدى تعرضها لحموضة المعدة، لتعمل على حماية الهرمون المحمول فى الحبيبة. وكان البروفيسور "بيباس" نجح سابقاً فى استخدام مادة "هيدروجيل"، لحمل هرمون الإنسولين، وإيصاله بأمان إلى الأمعاء، إلا أنه واجه صعوبات فى منع المادة الهلامية، من إطلاق الهرمون مرة واحدة، الأمر الذى تم التغلب عليه فى بحثه الأخير. وتتميز الحبيبة التى ابتكرت مؤخراً، بقدرتها على التقلص عند وصولها إلى الأمعاء، التى تحتوى على سوائل قلوية، لتتعلق ببطانة المعى هناك، مطلقةً هرمون الإنسولين الموجود فيها على مراحل، لتضمن حصول المريض على المقدار المطلوب من هذا الهرمون خلال فترة زمنية محددة، فتتمكن بذلك من تحقيق مستويات ثابتة لهرمون الإنسولين فى الدم. وبحسب ما نشر فى دورية الجمعية الكيميائية الأمريكية، لجأ فريق البحث إلى مادة "الأجلوتينين" الموجودة فى جنين القمح، حيث ساعدت الهيدروجيل على التعلق بجدار الأمعاء مدة عشر ساعات، والتى كانت كافية للسماح لمعظم جرعة الإنسولين المحمولة فى الحبيبة، بالمرور إلى جدار الأمعاء، لتنطلق من هناك إلى مجرى الدم. بدائل جديدة للأنسولين وفي إطار البحث عن بدائل أخرى لأنسولين السكري، أعلنت شركة "ليلي" الألمانية لصناعة الأدوية، أنها انتجت مادة بديلة للإنسولين سيتم إعطاؤها بالحقن أيضاً. وأشارت الشركة إلى أن هذه المادة الجديدة التي تدعى "انكريتين ميميتكا" تقوم بتنظيم إنتاج الجسم للسكر تبعاً لحاجته كما يفعل الهرمون المسؤول عن ذلك في الجسم. وأوضحت الشركة أنها حصلت على ترخيص بتصنيع عقار "بيتا" الذي يحتوي على هذه المادة وأنه يستخدم في علاج السكر من النوع الثاني خاصة عندما تصبح العقاقير الدوائية التي يتم تناولها عن طريق الفم غير كافية لعلاج هذا النوع من السكر، حيث أن هذا العقار يساعد المرضى على إنقاص وزنهم. ومن جهة أخرى، توصل فريق بحثي ألماني إلى عقار جديد مستخلص من لعاب السحالى الأمريكية، يمكنه السيطرة على مستوى الجلوكوز في الدم، مما يساعد فى تفادى حدوث هبوط مفاجئ فى مستوى السكر. وقد عزل الباحثون مادة تعرف ب"إيكسيناتيد"، وهي مادة تعمل عمل هورمونGLP-1 الذي ينشط فرز الإنسولين من البنكرياس، كما يلعب الهرمون دوراً أساسياً في تفريغ المعدة من المحتويات، فضلاً عن كبت الشعور بالجوع، لذا يمكن استخدامه فى السيطرة على العديد من العوامل المسببة لارتفاع مستوى السكر في الدم. وقد كشفت التجارب السريرية نجاح العقار في خفض مستوى السكر فى الدم دون أن يؤدي إلى نوبات انخفاض السكري المعروفة ، فهو يختلف عن هورمون GLP-1 من ناحية الثبات ووصوله إلى البنكرياس، بعد زرقه تحت الجلد، من دون أن يتأثر من ناحية التركيب والمفعول ، كما أظهرت التجارب قدرة العقار على خفض أوزان المصابين بالسكر . بدائل طبيعية أكدت دراسة حديثة أن عصير البرتقال مفيد لمرضى السكري رغم احتوائه على كميات كبيرة من السكّر، وذلك بسبب غناه بمادة "الفلافونوويد". وأضافت الدراسة أنّ مادة "الفلافونوويد" تعدّ "مادة سحرية بالفعل" لأنها تمنع التوتر الذي يؤدي إلى تدمير خلايا حيوية في جسد مريض السكري. وقام رئيس فريق البحث البروفيسور باريس دندونا من جامعة بفالو بتجربة شملت 32 مشاركاً يعانون من التوتر المعروف لدى مرضى السكري وقسمهم على أربعة أجزاء بحيث تناولوا ما يعادل 300 كيلو كالوري من السكر تحت أشكال مختلفة مثل الجلوكوز والفروكتوز وعصير البرتقال والماء المخلوط بالسكارين. وبعد أخذ عينات من دم المشاركين في التجربة، لاحظ دندونا تزايدا في نسبة التوتر لدى من تناولوا الجلوكوز، "فيما لم تتم ملاحظة أي علامة لوجود التوتر لدى من تناولوا عصير البرتقال رغم أنهم احتسوا نفس الكمية من السكر. كما أفادت دراسة علمية مصرية بأن نبات الخروب يخفض نسبة السكري في الدم، ونسبة الكوليسترول. وقد قام بإجراء الدراسة مجموعة من الباحثين بقسم الكيمياء بالمركز القومي للبحوث في مصر، وجاءت النتائج مؤكدة لانخفاض نسبة السكري في دم الحيوانات وكان التفاوت بين أشكال المستحضر الثلاثة وتأثيره متقاربا إلى حد كبير مما يؤكد أن لثمار الخروب مقدرة كبيرة على إنقاص سكر الدم الزائد في الأمعاء. وتعتبر التغذية الجيدة والتمارين حجر الأساس في معالجة داء السكري، فالأكل المعقول والمنظم، والانتباه للوزن، وتجنب الأطعمة الغنية بالدسم والحلويات والملح، وإجراء التمارين بشكل منتظم وتجنب التدخين، سيؤدي كل ذلك حتماً لانخفاض ملحوظ في معدل الخطورة لمستويات السكر. وتعتبر التغذية الجيدة والتمارين حجر الأساس في معالجة داء السكري، فالأكل المعقول والمنظم، والانتباه للوزن، وتجنب الأطعمة الغنية بالدسم والحلويات والملح، وإجراء التمارين بشكل منتظم وتجنب التدخين، سيؤدي كل ذلك حتماً لانخفاض ملحوظ في معدل الخطورة لمستويات السكر. وإليك هذه النصائح أكد الدكتور محمد أحمد عيسى أستاذ الغدد الصماء والسكر كلية طب القصر العيني جامعة القاهرة، أن علاج السكر ينقسم إلى ثلاثة عناصر: أولا : اتباع النظام الغذائي السليم. ثانيا : الرياضة البدنية. ثالثا : العقاقير سواء كانت حبوب أو انسولين. وأشار إلى أن علاج السكر يعتمد أساساً على المريض، أي أن يكون المريض متعاوناً في تناول الدواء في المواعيد المحددة، ومتعاوناً في كميات الأكل ونوعيته، وممارسة الرياضة، ويجب أن يعرف طبيعة المرض والمشاكل التي يمكن أن يسببها له كي ينصاع إلى التعليمات الطبية.