أهالي "الدويقة" ينتظرون الموت والمحافظة ترفض تسليم الشقق محيط احمد عطية محافظ القاهرة وقيادات مجلس الشعب والشرطة يهرولون أمام ضربات الحجارة في اليوم الخامس على كارثة انهيار الكتلة الصخرية بمنطقة "عزبة خليل" بالدويقة مازال خطر الموت يحاصر الآلاف من أهالي منطقة الدويقة من ساكني عشش سفح الجبل، ورغم وجود مئات الشقق المغلقة في مشروع إسكان سوزان مبارك لتطوير منطقة الدويقة والمعروف بمشروع الألف شقة والتي تستوعب أكثر من سبعة آلاف مواطن والذي تم إنشائه خصيصا لأهالي المنطقة منذ عام 1999 بعد وقوع حادث مشابه بالمنطقة إلا أن محافظة القاهرة والأجهزة التنفيذية تتقاعس عن تسكين الأهالي المضارين من الحادثة الأخيرة في هذه الشقق وقامت بإنشاء معسكرات إيواء لهم واكتفت تسكين عدد من الأسر في مركز شباب منشية ناصر ! ويؤكد اهالي المنطقة انه تم توزيع العشرات من الشقق ولكن للمحاسيب وأصحاب الحظوة ومن لهم معارف في حي منشية ناصر فقط كما يقوم الحي ببيع الشقة الواحدة مقابل 70 و 80 ألف جنية لأصحاب الوسائط ومحاسيب رئاسة الحي الذي يحصل كل واحد منهم على أكثر من شقة حسب قولهم متسائلين هل يعقل ان يوجد عدد كبير من الشقق المغلقة دون سكان في الوقت الذي يواجه فيه أهالي الدويقة خطر الموت في كل لحظة ؟ وأضافوا أنهم إذا طالبوا بحقوقهم في توفير مسكن آمن من هذه الشقق وتظاهروا للتعبير عن هذه المطالب ترسل الحكومة إليهم قوات الأمن المركزي لردعهم . مئات الأسر تنتظر الموت
وحسبما يرى المواطنون فان هناك تواطئ واضح من مسئولي الحي و محافظة القاهرة لتوزيع هذه الشقق على مستحقيها من الأهالي رغم ان هناك المئات من الأسر التى تنتظر دورها فى التسكين فى هذه المساكن وقد تقدم الأهالي بالعشرات من الشكاوى للحي والمحافظة وللمركز المصري لحقوق السكن والذي يتعامل مع المنطقة منذ أكثر من ثماني سنوات وتفيد هذه الشكاوى بوجود وساطة ومحسوبية و فساد فى توزيع هذه الوحدات السكنية حيث تذهب لمن لا يستحقونها الا ان الحكومة لم تحرك ساكنا حتى الان . الأهالي أكدوا أيضا أنهم أرسلوا أكثر من 40 شكوى إلى سوزان مبارك حرم رئيس الجمهورية للمطالبة بحقوقهم في هذه الشقق ولم يتم الاستجابة لمطالبهم لتحقيق حلمهم بالسكن فى مسكن آدمي . جدير بالذكر ان مشروع سوزان مبارك لتطوير منطقة الدويقة بدأ في عام 1999عندما وضعت حجر الأساس لتطوير المنطقة والقضاء علي العشوائيات وفي نوفمبر 2000 افتتحت المرحلة الأولى من مشروع الإسكان . آلاف الشقق تنتظر التشطيب من جهته ندد المركز المصري لحقوق السكن بالسياسة الاسكانية في مصر مؤكدا على ان سياسة الإسكان كغيرها من السياسات الحكومية يسودها التخبط وعدم الاكتراث بالفقراء وكأن قدر الفقراء ليس فقط العيش على هامش الحياة بسبب هذه السياسات بل قدرهم أيضا أن يدفعوا حياتهم ثمنا لهذه السياسات ليزداد المسئولين ورجال الأعمال المقربين منهم تخمة وليموت الفقراء فداءا لهم. وقال المركز لا يجوز للدولة التشدق بعدد المساكن الدائمة التى تبينها فهذا تفسير خاطئ للحق فى السكن المناسب فالأولوية يجب أن تكون لسياسة عاجلة للإيواء للأسر المشردة والأسر التى تشكل مساكنهم خطورة على حياتهم كما هو الحال فى كارثة الدويقة وغيرها من المناطق العشوائية الكثيرة والتى يتعرض فيها السكان للخطر بأشكال مختلفة.
اقرأ أيضا: عشرات القتلى والمفقودين في كارثة انهيار كتل صخرية بالدويقة كارثة جبل الدويقة تفتح النار على الإهمال في مصر سكان الدويقة.. معاناة ينهيها الموت تحت الأنقاض كشر الجبل.. فدهس "فلذة كبد" مينا وأصاب وشرد آلاف البشر توقعات بانهيار صخرة ثانية في الدويقة خلال ساعات جبال القاهرة من حلوان وحتى مدينة نصر معرضة للانهيار