أثار عقار الفياجرا منذ ظهوره العديد من الأقاويل حول استخدامه كعقار لمعالجة الضعف الجنسي، فقد اعتبره بعض الأطباء منقذا للرجال فيما يتعلق بعملية العجز الجنسي التي تقف حائلا أمام سعادة الملايين حول العالم، فيما نصح آخرون الرجال بالإعراض عن تلك العقاقير لما تسببه من آثار جانبية قد لا يحمد عقباها.
وبعيداً عن هذا الجدل الدائر، أكد علماء أن الحبة الزرقاء قد تفعل ما هو أكثر من مساعدة الناس على ممارسة الجنس، حيث أعلن باحثون فى كلية الطب بجامعة جون هوبكنز أن عقار الفياجرا، قد يفيد كثيراً في الحيلولة دون النمو غير الطبيعي للقلب.
واكتشف فريق البحث من خلال التجارب أن عقار الفياجرا -الذي اختبر في البداية كدواء للقلب- أوقف تضخم قلوب فئران زرعت لها قلوب مريضة.
وأوضح طبيب القلب البروفيسور "ديفيد كاس" قائد الفريق البحثي أن تضخم القلب يعتبر حالة مرضية خطيرة وفي بعض الأحيان مميتة.
وتؤدي الفياجرا إلى اتساع الأوعية الدموية وبالتالي المزيد من تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية الذكرية، وكان العقار قد أختبر أصلا لمعرفة تأثيره على وظائف القلب.
وأشار كاس إلى أن الفياجرا تحول دون عمل إنزيم يعرف باسم "فوسفوديستيراس " الذي يؤدي بدوره إلى انهيار جزئ يعرف باسم "جي إم بي" الدائري، والذي يعمل ككابح طبيعي لتضخم القلب.
وقد نجح الفريق البحثي في وقف تضخم القلب المرتبط بعجز في القلب أو حالة مزمنة ناجمة عن عدوى أو ارتفاع ضغط الدم وغيرها من أمراض القلب.
الجدير بالذكر أن القلوب المريضة تنمو إلى حجم أكبر من الطبيعي، حيث أنها عادة ما تناضل كي تضخ الدماء، ويموت نحو نصف المصابين بعجز في القلب خلال خمس سنوات.
فوائد لا تنتهي ...
وفي بحث مماثل، اكتشف علماء كنديون أن دواء الفياجرا الذي يستعمل لمعالجة المشاكل الجنسية لدى الرجال، قادر على تحسين وظائف القلب.
وأشار باحثون فى جامعة ألبرتا الكندية، إلى أن اكتشافهم قد يساعد الأطباء على علاج المرضى الذين يعانون من مشكلة هبوط فى عضلة البطين الأيمن للقلب، وهى من الحالات التى لم يتسن اكتشاف علاج لها حتي اليوم.
وأوضح الباحثون أن هناك حالات طبية لدى الأطفال والراشدين تستوجب تعزيزاً لعمل البطين الأيمن، ويمكن لهذا الدواء طبياً وبشكل فورى مساعدة المرضى فى مثل هذه الحالة، فقد تزيد الفياجرا من أداء البطين الأيمن وتنقذ المريض.
وحول فوائد الحبة الزرقاء، كشفت دراسة أجريت مؤخرا أن حبوب الفياجرا يمكن أن تمنع الموت المبكر للأشخاص الذين يعانون من الضمور العضلي.
وأشار باحثون إلى أن الطريقة التى تعمل بواسطتها هذه الحبوب يمكن أن تمنع الإصابة بالقصور القلبى عند المصابين بضمور العضلات.
وبحسب الدراسة التى أعدها معهد القلب فى مونتريال بكندا، اتضح أن التجارب التى أجريت على فئران تعانى من مرض شبيه بضمور العضلات عند الإنسان تحسن عمل قلوبها بعدما أعطيت هذا الدواء.
وأوضح الباحثون أن الأشخاص المصابين بالضمور العضلى أكثر عرضة للإصابة بقصور القلب من غيرهم بسبب ضعف عضلة القلب وعدم ضخها الدم لبقية أعضاء الجسم بشكل سليم.
كما أكد باحثون أمريكيون في دراسة شيقة ومثيرة في نفس الوقت أن الفياجرا قد ينشط مستويات هرمون يرتبط بمشاعر الحب.
وأوضح باحثون من جامعة ويسكونسن ماديسون، أن الفياجرا رفعت مستويات هرمون "أوكسيتوسين" فى الفئران، حيث يؤثر عمل الهرمون فى الرضاعة والولادة وهزة الجماع ومشاعر المتعة الجنسية.
وأشار ماير جاكسون أستاذ الفسيولوجيا فى الجامعة، إلى أن الفياجرا والعقاقير المتصلة بها تعمل على ما يبدو على الجزء من الدماغ الذى يتحكم فى اطلاق هرمون "الاوكسيتوسين"، مؤكداً أن الفياجرا تقوم بإعاقة إنزيم معين مما يؤدى إلى تكسير مركبات أخرى وهذا يزيد من تدفق الدم فى العضلات، ولكنه يؤثر أيضاً على جزء من المخ يعرف بالغدة النخامية الخلفية.
وعرف عن هذا الهرمون لسنوات طويلة أن له تأثيراً فى المخاض وأنه الهرمون الذى يسبب تدفق اللبن أثناء رضاعة الأطفال، ولكن لم يكتشف إلا فى العقود الأخيرة أن له وظيفة تتعلق بالرجال أى باستثارتهم جنسياً وبأدائهم.
ويمكن أن تسبب العقاقير آثاراً جانبية مميتة وذلك إذا استخدمت إلى جانب عقاقير أخرى معينة، كما تشير بعض الدراسات كذلك إلى أنها قد تؤثر على العينين فى بعض المرضى لذا يشدد الأطباء على أنها ليست للاستخدام العرضي.