في استطلاع محيط والمتسائل .. ما رأيك في تقديم موضوعات هابطة في الإعلام العربي بحجة " ما يطلبه القراء" أفاد 84.01 % من القراء بعدم موافقتهم على تقديم ذلك بينما أشار 9.64 % إلى ضرورة تقديم ما يحتاجه الجمهور ولكن بشكل جيد دون إسفاف وذلك في مقابل 6.35 % من القراء وافقوا على تقديم ما يحتاج إليه الجمهور دون قيد أو شرط. وفي هذا الصدد أشار تقرير التنمية الإنسانية العربية الثاني الصادر عن برنامج الأممالمتحدة الإنمائي عام 2003، إلى ضعف البيئة الإعلامية المحفزة إلى اكتساب المعرفة في المجتمعات العربية، وكدليل حسي على هذا القول يلاحظ أن البرامج التربوية والثقافية والتعليمية الهادفة تغيب - في الغالب - عن شاشات القنوات الفضائية العربية على سبيل المثال، بل إن المحتوي الإعلامي العربي متخم بأشكال التسلية الغثة والرخيصة التي يتعاظم فيها الإمتاع الحسي على حساب اكتساب المعرفة وتنمية العقل، وهو ما يؤدي إلى تبعات خطيرة على عقل المتلقي العربي وقيمه. إن محتوى الخطاب الإعلامي العربي يعيش أزمة، والعالم العربي بحاجة إلى صوغ خطاب إعلامي مختلف يعبر عن قيم المستقبلين له ومصالحهم وقضاياهم، وذلك وفق لما جاء بكتاب "الإعلام العربي في عصر المعلومات" الصادر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. ويقول دكتور الفلسفة في الدراسات الإسلامية بجامعة برمنجهام بالمملكة المتحدة سلطان بن خالد بن حثلين أن المرء يتعجب من حقيقة ما تبثه وسائل الإعلام من مواد ومضامين هابطة مما تضيق به الصدور وتنفر منه النفوس ويضيع بسببه الشباب وعندما يتساءل المرء عن السبب يأتيك الجواب كالصاعقة "الجمهور عايز كده". وبالرغم من ذلك فان جملة "الجمهور عايز كده" جملة خاطئة، لأن الاقتصادي الشهير ساي ينص على أن كل عرض يستطيع ايجاد الطلب الخاص به. بمعنى آخر أن أجهزة الإعلام باستطاعتها أن تجعل من الفضائيات العربية وسائل تحقق التوازن المطلوب بين الترفيه وقيم المجتمع والتوعية ضمن خطط إعلامية هادفة. وفي نفس الوقت تستقطب العديد من المشاهدين. الا أن تكون السياسة الإعلامية للدول والفضائيات العربية بلا هدف والأدهي من ذلك أن تكون هذه السياسة بهدف اتباع استراتيجية الدوران في الحلقة المفرغة.