ذكرى عويس وسعيد في قطاع الفنون المصري لوحة فنية للرسام المصري محمود سعيد محيط - رهام محمود احتفل قطاع الفنون التشكيلية هذا الشهر بذكرى ميلاد رائد فن التصوير المصري المعاصر "محمود سعيد"، ضمن احتفالية ضمت تكريم الفنان الدكتور حامد عويس بمناسبة بلوغه 90 عاما، وذلك في متحف محمود سعيد بالإسكندرية. ولد الفنان محمود سعيد في 8 أبريل عام 1897 بالإسكندرية لعائلة ثرية، وتوفى في نفس يوم ميلاده عن 67 عاما في فيلا الأسرة بجناكليس "رمل الإسكندرية"، ألحقه أبوه ناظر النظار "وقتها" بالمدارس الأجنبية، ثم التحق بالمدارس السعيدية بالقاهرة لمدة عام، وبعدها عاد لمدرسة العباسية الثانوية بالإسكندرية، والتي حصل فيها على شهادة البكالوريا عام 1915م. في عام 1919 م حصل على أجازة الحقوق الفرنسية، وكان وقتها مشهورا بموهبته للرسم، حيث أنه درس الرسم على يد مدرسته "ميس بلاك يورن"، والسيدة "اميليا كازانوفا دابورنو"، وأيضا في مرسم أرتو زانييري" الذي كان بشارع النبي دانيال بالإسكندرية. وكان يتردد معه على مرسم "زانييري" أحمد قاسم الذي وضع كتاب عن فن محمود سعيد، وذلك حتى رحيل "زانييري" عام 1918 وإغلاقه لمرسمه. سافر محمود سعيد إلى باريس لاستكمال دراسته للقانون، والتحق هناك بالقسم الحر في أكاديمية "جراند شوميير" لمدة عام، وكان هذا منذ عام 1919، وحتى 1921م، حيث قام خلال هذه الفترة بزيارة متاحف أوروبا الشهيرة. في باريس التحق بمرسم "الكوخ الكبير"، الذي أنشأه الفنان المثال الفرنسي "انطوان بورديل"، وبعدها دخل أكاديمية "جوليان مارس"، ولكنه في عام 1922 م التحق بسلك القضاء حيث عين مساعدا للنيابة بالمحاكم المختلطة بالمنصورة، حتى وصل لمنصب مستشار في الاستئناف عام 1939م، وفي سنة 1947م طلب إحالته للتقاعد واعتزال القضاء؛ وذلك ليتفرغ تماما لممارسة الإبداع الفني في مرسمه. كان لثقافته الفرنسية وعمق إدراكه لتاريخ بلاده أثر واضح في أعماله وتفهمه للحركة الفنية، وهذا على الرغم من ظهوره في التيارات الفنية المختلفة التي ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين. تمثل أعمال الفنان محمود سعيد أحد الدعائم الأساسية في بناء الفن التشكيلي الحديث بمصر منذ أوائل القرن الحالي، حيث أنه عالج العديد من الموضوعات والقضايا من خلال فنه، وعلي رأسهم إبراز الحس الوطني ورموز الشعب المصري باختلاف طوائفه، وكذلك المناظر الطبيعية للبيئة المصرية الساحلية، وأولى اهتمام كبير بالمرأة والتي اعتبرها وجوداَ حقيقيا لكل الأشياء، كرمز للهوية القومية والوطنية وخاصة بعد مشاركة المرأة المصرية في ثورة 1919. تزوج محمود سعيد من سميحة رياض وكون أسرة سجلها في كثير من لوحاته، كما سجل أقاربه، وصور والده وزوجته في مختلف مراحل عمرها، وابنته الوحيدة نادية وحفيده سعيد في لوحاته، كما رسم سميحة الخادمة، وأصدقاءه. سجل محمود سعيد الطبيعة من حوله، والطبيعة البشرية بصفة خاصة، فعبر عن العادات والتقاليد الشعبية، وصور العابد في صلاته وذكره، وسجل صحن المسجد. يعتبر سعيد بتجاربه المتعددة وثقافته الواسعة مدرسة خاصة في فن التصوير، وأعماله في مجموعها وأسلوبها وضعت حجرا أساسيا لتطوير الفن التشكيلي بصفة عامة في مصر، والتصوير بصفة خاصة. تأثر البناء التكويني لمحمود سعيد بعدة مرجعيات كونت في النهاية هندسة بنائية متميزة ومتفردة، حيث أنه تأثر بفن التصوير الفرعوني والقواعد الكلاسيكية للفنون الأوروبية في عصر النهضة، بجانب تأثره بدراسته القانونية والتي أملت علي أفكاره النظام وأهمية الالتزام به، ويمكن تحديد محددات البناء الهندسي الخاص به في "البناء الهرمي" بالتقاء الخطوط الممتدة من أسفل اللوحة إلي أعلاها، و"البناء المروحي" بتقاطع الخطوط لتكون شكل أقرب للنسيج المضفر، و"البناء الدائري" حيث تكون عناصر اللوحة والأشكال على شكل الدائرة، وأخيرا "البناء المستطيل الذهبي" الذي يقسم فيه الفنان سطح اللوحة بنسبة 1:3 وهي نسبة جمالية لشكل المستطيل. شارك الفنان محمود سعيد في المعارض المحلية والدولية، وشجع كل محاولة شابة في طريق الفن. ومن أهم لوحاته: بنات بحري، الريف المصري، لوحة الذكر، لوحة المقرئين، المدافن، نادية بالرداء الأبيض، ومن أشهر أعماله لوحة افتتاح قناة السويس. كرمته الدولة ومنحته جائزة الدولة التقديرية في الفنون سنة 1959م، وكان بذلك أول فنان تشكيلي مصري ينال جائزة الدولة للفنون، كما حصل على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى عام 1960م من الرئيس جمال عبد الناصر، وقد كرمته الدولة بعد وفاته في 8 أبريل سنة 1964م فحولت فيلا الأسرة بجناكليس بالإسكندرية إلى متحف يضم أعماله الفنية التي تركها؛ لتكون تراثا فنيا يدعم الحركة الفنية، وتعتز به الأجيال القادمة. تسعينية عويس أما الفنان حامد عويس الذي تم الاحتفال ببلوغه 90 عاما، فقد ولد بمدينة بني سويف عام 1919م، وحصل على دبلوم المدرسة العليا للفنون الجميلة سنة 1944م، كما حصل على درجة الأستاذية من أكاديمية "سان فرناندو" بمدريد عام 1969م، وعمل بالتدريس إلى أن وصل إلى عمادة كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية. أقام عويس عشرين معرضا لأعماله بالقاهرةوالإسكندرية، وأهم الجوائز التي حصل عليها "جائزة جوجنهايم" الدولية عام 1956م، جائزة صالون القاهرة سنة 1958م، جائزة بينالي الإسكندرية الدولي عام 1957، 1960، 1997 م، جائزة الريادة الفنية من جامعة المنيا عام 1984م، جائزة الدولة التقديرية للفنون عام 2002، وجائزة مبارك للفنون عام 2005، كما حصل على وسام الجمهورية للفنون من الطبقة الثانية سنة 1982م، هذا بالإضافة إلى العديد من الجوائز الأخرى. شارك حامد عويس في عدد كبير من المعارض المحلية والدولية، من بينها بينالي فينسيا، ومعارض أخرى بالهند وبكين والإتحاد السوفيتي وأسبانيا، وألمانيا الغربية، وإيطاليا وغيرها من بلدان العالم الأخرى. وله العديد من المقتنيات في متحف الفن الحديث ببرلين، ومتحف بوكشين، متحف الفن المصري الحديث، متحف الفنون الشرقية بموسكو، ومتحف موزنان ببولندا وغيرها من المتاحف الأخرى. وقد شملت الاحتفالية برنامج ضم عرض فيلم وثائقي عن الفنان الراحل محمود سعيد، كما قدم عرضا موسيقيا، وكلمة لتكريم الفنان حامد عويس، وعقدت ندوة تحت عنوان "مشوار الفن عند محمود سعيد" ألقاها الدكتور حامد عويس، ود. أمجد عبد السلام. افتتح معرض لأعمال الفنان حامد عويس والرواد المشاركون في العرض، كما عرض بعض أعمال الفنان محمود سعيد من المقتنيات الخاصة بالفنان عصمت داوستاشي والدكتور محمود عطا الله، والأستاذ شريف البتانوني، هذا بجانب العرض المتحفي بقاعة متحف محمود سعيد. شارك بالمعرض نحو 29 فنان وفنانة بجانب الرواد "عفت ناجي، محمد ناجي، كامل مصطفى، عادل المصري، إسماعيل طه نجم، محمد القباني، أحمد عبد المحسن، سعيد المصيري. ومن بين الفنانين العارضين: مصطفى عبد المعطي، رباب نمر، محمد شاكر، عبد السلام عيد، محمد سالم، طارق زبادي، خلف طايع، عصمت داوستاشي، مصطفى عبد الوهاب، فاروق شحاتة، نعيمة الشيشيني. محمود سعيد محمود سعيد محمود سعيد محمود سعيد محمود سعيد محمود سعيد محمود سعيد محمود سعيد محمود سعيد محمود سعيد محمود سعيد محمود سعيد حامد عويس حامد عويس حامد عويس حامد عويس