'حالة حب لهواية مجدية وحالة جدية للبحث عن مكان تحت شمس المواهب.. تقترب منها الفنانة لكنها تصنع محطات هي في الحقيقة تحتاج عبورها بشكل أسرع. تمكنت الفنانة في الأداء الباستيلي واصبحت الحالة الآن في إحتياج شديد إلى موضوع يدخل ساحة الخصوصية المعبرة ؛ فالطبيعة الصامتة حيث تخفت موسيقى الألوان فيها تعلو القيمة ويزدهر الأداء.. وهنا يجب أن تمسك الفنانة بتلك اللحظة المهمة'. هذه الكلمة التي ألقاها الفنان والناقد القدير إبراهيم عبد الملاك في معرض الفنانة منى عفيفي الأخير الذي اقامته في قاعة الكلمة بساقية عبدالمنعم الصاوي تحت عنوان 'جمال الطبيعة'. يضم المعرض ما يقرب من ثماني و ثلاثين لوحة، حيث تتناول الفنانة موضوعا واحدا وهو الطبيعة الصامتة، التي ترسمها بإتقان شديد، مهتمة بالظل والضوء الذي يترامى على حبات الفاكهة والخضروات، فيكسيها رونقا وجمالا، من تلك البقع المضيئة التي تختارها الفنانة بعناية وتسقطها على جسد هذه الحبات؛ لتكون مركزا لالتقاط عين المشاهد حين تقع عينه على اللوحة. بدأت الفنانة منى عفيفي الرسم منذ بلغت من العمر عشرة سنوات, وكانت ترسم بخامة الباستيل التي استخدمتها في هذا المعرض, كما بدأت في إقامة المعارض منذ خمسة سنوات والتي كانت تتناول فيها أيضا موضوع الطبيعة الصامتة. فهي فنانة عشقت الطبيعة الصامته واختارتها كي تعبر عنها، رسمتها في أكثر من مائة وعشرين لوحة, يغمرها هذا الإحساس العميق بجمال الطبيعة وحيويتها, حيث تقوم بدراسة الطبيعة الصامتة لتتقن رسمها, كما أنها دوما ما تظهر جديدا في معارضها المختلفة, وتأخذ لقطات وكدرات جديدة لأشكال الفواكة والخضروات المتنوعة للمتلقي, لتقطع عنده عنصر الملل. تنضم الفنانة للمدرسة الواقعية, ولا يستهويها الأنواع الأخرى من الفنون كالتجريدية والسريالية وجميع الفنون المعاصرة, فهي مهتمة بإظهار الجمال الطبيعي للأشياء, وبلتة ألوانها أظهرت التزامها بالألوان الحقيقية الموجودة بالطبيعة, كما أنها تفضل اللون الأحمر بدرجاته والألوان الخضراء المتنوعة في المزروعات. تقول الفنانة أن إقامتها بأمريكا لمدة أربعة سنوات, أضافت لها خبرة كبيرة في التكنيك, كما أن طبيعة عملها في الديكور جعلتها تصيغ لوحاتها لتكون موظفة في المنزل, مع اهتمامها بأن أعمالها تعطي راحة للعين عند تعليقها على جدران المنزل. الزهور في معرضها بها حيوية ونضارة، تراها وكأنها تبتسم للمتلقي بألوانها الرقيقة والرومانسية الجزابة، تقف براقة داخل فاظاتها الأنيقة التي تجمع زهورها وكأنها في بستان صغير، يجزب المشاهد لرؤيته من بعد، فيقترب ويقترب ليشاهد تفاصيل الوردة الدقيقة ويستمتع بجمالها. كما ظهرت وحيدة تلك الآلة الموسيقية التي كانت آخر لوحات المعرض، تستند على كرسي العازف ليتنبأ بوجوده، وكأنه ذهب لثواني معدودة وسيأتي بعد ذلك ليواصل عزفه، فيسمعنا دندناته الرقيقة على هذه الآلة التي تكاد تنطلق من لوحات الزهور والفاكهة.