عكست الفنانة هدي مراد حبها للطبيعة والورود في معرضها الأخير بقاعة الفنون التشكيلية بدار الأوبرا، الذي حمل عنوان "حوار الطبيعة والزهور"، وقدمت فيه لوحات للورود بلمسات خاصة جدا، تحمل رؤيتها وإحساسها الصادق بتلك التكوينات الجمالية التي أبدعها الخالق في شكل الوردة، وصورتها وكأنها ترسم لها بورتريه خاصًا بداخل إنائها، تجاورها أشكال متنوعة من نفس نوعية الوردة. قدمت الفنانة أنواعا وأشكالا مختلفة من الورود في لوحاتها، علي خلفيات متنوعة اللون، كما رسمت الطبيعة بأساليب مختلفة، فأحيانا نراها تنفذها بأسلوب تأثيري ذي ملمس واضح، من خلال استخدامها سكينة اللون، وفي أحيان أخري نري المنظر الطبيعي رقيقا وأملس، وكأن الفنانة تهمس بفرشاتها علي سطح اللوحة. كان للقرية نصيب في لوحات هدي مراد، حيث قدمتها بأسلوب رقيق ومميز، علي الرغم من أنه يحمل ملامس خشنة أحدثتها سكينة اللون، فهي ترسم الفلاحين إما يعملون أو يسيرون وسط الحقول، وأحيانا يخلو المشهد من الأشخاص، كما رسمت بعض المناطق الشعبية بأسوب تأثيري، بالإضافة إلي تناولها أشرعة المراكب في قليل من الأعمال. تقول الفنانة هدي مراد عن أعمالها: أرسم منذ عام 1976، وكان الفن بالنسبة لي هواية، اهتمت أسرتي بتنميتها، فدرست في كلية الفنون الجميلة، وفي بداياتي رسمت بأسلوب واقعي، وقد تربيت علي حب الطبيعة والبحر، فأنا أحب الحرية وأفضل ألا تكون اللوحة منغلقة، فعندما أرسم البحر أو الورود أو المساكن الشعبية أراعي أن يكون بها عمق، وأحب الحركة في المنظر مما يعطيها حيوية، وهذا المعرض به زهور كثيرة، أرسمها وكأنها تظهر من مسافة بعيدة حتي لا تظهر بتفاصيلها الدقيقة. تواصل: أرسم لحبي في الرسم، أسلوبي يتغير وموضوعاتي كذلك، ولا أعرض أي عمل فني إلا مرة واحدة، أعمالي السابقة دائما تتغير موضوعاتها، رسمت الأشرعة وكانت موضوعًا لأحد معارضي، الأحياء شعبية، أما الزهور فقد تناولتها في هذا المعرض بهذا الكم من خلال أكثر من 80 لوحة، فمتعة الفنان عندما يبدع بمفردة يرسمها من الطبيعة، لكن من ينقل من ورق مطبوع أو صور لا يجد أي متعة، وقد استفدت كثيرا من سفرياتي المتعددة في أوروبا وفي المعارض، من مشاهدة المناظر التي تتجمع في ذاكرتي، والتي أرسم من خلالها، وشاركت في العديد من المعارض في مصر وفي الخارج، وأحد أعمالي عن أشرعة المراكب شارك في معرض بمتحف المرأة العالمي بإيطاليا.