باريس: بالصالة 315 في مركز بومبيدو بباريس, افتتح معرض "القلقون", الذي يضم خمسة فنانين من الشرق الأوسط, اللبنانيان ربيع مروة وأكرم زعتري, والفلسطينية أحلام شبلي, والإسرائيليان يئيل برتانا وأومِر فاست. قاسمهم المشترك هو الانتماء إلى جيل من المبدعين الشبان عاشوا الحرب الدائرة في منطقتنا, واستطاعوا ترجمتها وتحليل أسبابها فنياً, ويشارك كل منهم بعمل يعالج جانباً معيناً من تجربته للحرب, لكنه يبقى في وضعية نقدية تجاه نظرته الخاصة لهذه الحرب وطريقة تمثيله لها "بحسب ما قال أنطوان جوكي بجريدة الحياة". يشارك ربيع مروة بفيلم يحمل عنوان "ثلاثة ملصقات" حول ثلاث شخصيات وثلاث وثائق تنتمي إلى حقب ثلاث, وقصة هذا العمل تقودنا أولاً إلى عام 1985، حين حاول جمال سطي، الذي كان عضواً في الحزب الشيوعي، تسجيل شهادته المخصصة للبث على شاشة التلفزيون قبل أن ينفذ عملية انتحارية ضد الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، ثم إلى عام 2000، حين عثر ربيع مروة على هذه التسجيلات على أحد الرفوف المغبرة داخل المركز الرئيس للحزب الشيوعي في بيروت، وقرر استخدامها في أداء فني أبطاله ممثل وشهيد ورجل سياسي، فإلى عام 2004، حين قرر الفنان التوقف نهائياً عن هذا العمل نظراً إلى طريقة تملكه الخاطئة من قبل الوسائل الإعلامية، وتثبيته في الزمن على شكل فيلم له طابع وثائقي ويرافقه تأمّل حول حدود الواقع وتمثيلاته. ويشارك أكرم زعتري بفيلم يتكون من مشهد تصويري واحد فيه مقاتل سابق من المقاومة اللبنانية, يخرج لباسه العسكري ويقوم بترقيعه وتجهيزه قبل أن يرتديه فيسترجع هويته العسكرية، هوية محارب لم تعد أمامه حرب يخوضها.