دمشق: يستضيف المركز الثقافي الفرنسي بدمشق معرض الفنان التشكيلي السوري الشاب سبهان آدم الذي ضم 13 لوحة متفاوتة الأحجام تشكل وجوها مكفهرة، مشوهة، عابثة منفذة بتقنية مزج المواد على قماش اللوحة. لا يأبه آدم للتصنيفات الفنية، ولا يتقيد بشروط المدارس التشكيلية المعروفة في العالم كالتعبيرية والانطباعية والواقعية... وسواها، "وفقا لما قال إبراهيم حاج عبدي بجريدة دار الحياة" فهو لم يدرس في أكاديمية فنية قط، بل استمد هذه الجرأة في اقتحام عالم التشكيل من الغليان الذي كان يفور في داخله عندما كان تلميذاً في إحدى المدارس الابتدائية في مدينة الحسكة. استطاع آدم أن يلفت انتباه المهتمين والنقاد إلى لوحته التي ترهق البصر والذهن معاً، على نحو يصعب العثور على تفسير لهذه العزلة الموجعة، ولتلك الحيرة التي تلف وجوه شخصياته المشوهة: عيون، مسافة واسعة تفصل بين الفم والأنف، أذن كبيرة تصغي إلى العدم، حواجب نصف دائرية توحي بغضب عارم، الشعر ينبت في غير موقعه، اللون الأسود يطغى على التفاصيل... وغير ذلك من التعابير التشكيلية، الفوضوية والمشوشة، العاجزة عن صنع ألفة بين المتلقي واللوحة والتي تقوض في الآن ذاته النظريات الفنية التي تولي اهتماماً كبيراً لمسائل النسبة والتناسب وللانسجام في اللوحة ولتوزيع الكتل والفراغ وللمقاييس والمعايير الجمالية الناجعة في مسألة تسويق اللوحة ورواجها.