" ضوء وظلال" هو عنوان المعرض الفوتوغرافي الذي أقامته الفنانة ميسون قطب وافتتحه كمال الجويلي رئيس الجمعية المصرية للنقاد منذ أيام قليلة في قصر الأمير طاز بالخليفة, تحت رعاية الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية, و د. أحمد مجاهد رئيس صندوق التنمية الثقافية. محيط رهام محمود حضر حفل الافتتاح نخبة من أساتذة كلية الفنون التطبيقية, وعدد من الفنانين والمتذوقين والصحفيين, وسوف يستمر المعرض حتى نهاية شهر أغسطس الجاري. ميسون قطب هي فنانة دوما ما تبحث وتجول في الطبيعة؛ لتعبر كاميراتها عن مناطق معينة تكشف فيها لقطاتها عن أسرار جمالها, فهي تحاول في هذا المعرض استخلاص القيم الجمالية من الطبيعة, والبحث عن كل ما هو جديد وغريب في اللقطة الفوتوغرافية لكي يعطيها طابعا مميزا وغير تقليديا؛ لتصبح الصورة أكثر تجسيدا للواقع وأكثر تعبيرا. ويعد "ضوء وظلال" هو المعرض الخامس للفنانة قطب, والتجربة الأولى في مجال التصوير الفوتوغرافي، بعد تجارب جماعية متعددة في هذا المجال, حيث شاركت في العديد من المسابقات والفعاليات المحلية والدولية المرتبطة بمجال التصوير الفوتوغرافي. تعتمد الفنانة ميسون في جميع لوحاتها على فكرة تناوب الظل والنور، والعلاقة بين الأشياء بعضها ببعض في تضادها وانسجامها....، وخاصةً العلاقة بين الغامق والفاتح أو بين تفاوت الدرجات الظلية, حيث تقول الفنانة " أن الظل والنور يخلق إيقاعاً مهماً وانعكاسات جميلة بين عناصر الموضوع الواحد، ويضيف إلي الصورة الفوتوغرافية الحيوية والواقعية". وتتابع الفنانة " التصوير الفوتوغرافي فن له أسسه وعلم له قواعده، وهو وإن كان أحد المجالات التي يتناولها العديد من الناس كهواية، لكنه مجال له استخداماته الجادة والهادفة، فالصورة الفوتوغرافية ليست مجرد صورة عادية كما يتوقع البعض، بل إنها صورة تجسد مجموعة من التعبيرات والأحاسيس من خلال رؤية المصور الجمالية, فالصورة الفوتوغرافية لها المقدرة في التعبير عن مكوناتها ومحتوياتها والتعبير عن مضمونها بفاعلية". وإذا ما بحثنا عن هذه المحتويات في أعمال الفنانة ميسون قطب فإننا نجد أنفسنا أمام مجموعة من المضامين والإيحاءات المتنوعة، فقد حاولت أن تترك لكل متلقي حرية الاستيعاب، لينظر للصورة ويشاهد محتوياتها ثم يدرك الصورة حسبما يتراءى له تفكيره. جاء الضوء والظل في الأعمال ليشكل لوحات تشكيلية رائعة من الطبيعة ذاتها, حيث يعطي تأثير الضوء على المشهد المصور إيحاءات متنوعة تختلف بتنوع الضوء الساقط على المكان. ويعد هذا المعرض محاولة للتعرف على محتويات الصورة الأساسية والثانوية، والتعرف على العلاقات التي تربط بين هذه العناصر بمستوياتها المختلفة، وما يمكن استنتاجه من أبعاد لهذه الصورة, بهدف توصيل رسائل ذات سمات محددة يراد من ورائها تحقيق أهداف بعينها. اهتمت الفنانة بتصوير الأماكن الصخرية لتظهر سطوحها الخشنة المتنوعة جماليات نتوءاتها وبروزاتها الرائعة, ومدى العلاقة بين تلك الصخور المتجاورة, والفراغات فيما بينهما, حيث يسلط الضوء على صخرة تبرز من جمالها, في حين يعتم الظل على أجزاء أخرى, بحيث تكون الصورة لوحة تشكيلية مكتملة تحمل جميع القيم الفنية والتشكيلية.