بغداد:انتقد رئيس هيئة النزاهة في العراق القاضي رحيم العكيلي امس الاثنين السلطات الاميركية لرفضها المساعدة في التحقيق باحتمال حدوث سرقات وفساد من قبل اميركيين عقب غزو العراق. واضاف العكيلي ان مكتب المفتش العام الاميركي امتنع عن تزويد الهيئة بالمعلومات اللازمة للتحقيق في احتمال اساءة استغلال اموال بين عامي 2003/2004، في ظل سلطة الائتلاف التي تراسها بول بريمر حسبما نقلت شبكة العالم الاخبارية. واشار العكيلي الى ان حصانة المسؤولين والمتعاقدين الاميركيين من القانون العراقي اعاقت تدقيق الهيئة في الكيفية التي انفقت بها الاموال العراقية على يد سلطة الائتلاف. واضاف "لدينا تعاون مع المفتش الاميركي في تبادل المعلومات لكن هذا التعاون من جانب واحد "، في اشارة الى الجانب العراقي"... نحن نزودهم بالمعلومات التي لدينا ولكن هم لا يزودوننا بالمعلومات التي لديهم. واشار مسؤولون عراقيون الى انهم يودون ملاحقة المتعاقدين والمسؤولين الاميركيين الذين يعتقدون انهم بددوا الاموال العامة العراقية في المحاكم خلال الايام التي شابتها حالة الفوضى في عهد سلطة الائتلاف. وتعاقد الجيش الاميركي والسلطات المدنية مع عشرات الالاف من المتعاقدين من القطاع الخاص بحماية القواعد والمطارات والافراد،وتدفقت شركات امنية خاصة على العراق بحثا عن عقود مجزية. وقال العكيلي انه في ظل حكم سلطة الائتلاف المؤقتة كانت الاموال العراقية ينفقها مسؤولون مدنيون وعسكريون اميركيون. واضاف "نحن لا نستطيع ملاحقتهم "الامريكان" قضائيا في العراق ولكن نستطيع ملاحقتهم امام القضاء الاميركي، المشكلة اننا لا نمتلك اوليات هذه الوثائق والمستندات التي تبين اين صرفت هذه الاموال والجهات التي صرفت اليها وكيف تم صرفه..الجانب الاميركي لديه كل هذه الوثائق". وحذر العكيلي الذي يحرسه 30 حارسا ويعيش في المنطقة الخضراء شديدة التحصين بسبب تهديدات لحياته من ان يصير الفساد جزءا من الثقافة العراقية.