بغداد : أعلنت السلطات العراقية إن هناك نحو ألف عراقي يوميًا بدأوا في رحلة العودة إلى بلادهم بعد ان اضطروا إلى النزوح عنها مع تصاعد وتيرة العنف. وحسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" ، فإن معظم العائدين هم من العراقيين الذين هاجروا إلى سوريا، وبعضهم من الاردن، حيث توجهت معظم موجات النزوح الاخيرة. وقد نزح ما يزيد على 4.4 مليون عراقي خارج البلاد منذ بداية الغزو الأمريكي مارس/ اذار 2003 ، الا إن نسبة كبيرة منهم بدأت في العودة . وتقدر وكالة اللاجئين الدولية التابعة للامم المتحدة عدد العراقيين العائدين إلى بلادهم خلال اكتوبر/ تشرين الاول، وهو الشهر الاول في الموسم الدراسي، بنحو 45 ألفا. ويعتقد ان العامل الرئيسي في تشجعهم للعودة إلى بلادهم يتمثل في الانحسار القوي لموجات العنف بكافة اشكاله، وخصوصا في مناطق بغداد الساخنة، حيث تركزت نشاطات القوات الامريكية والعراقية عقب ما عرف بسياسة التصعيد وزيادة القوات التي تم تبنيها للحد من العنف. إلا أن تدفق اللاجئين والنازحين العراقيين من سورية لا يقابله مستوى مماثل من العودة من الاردن، حيث تشير الارقام إلى وجود اكثر من مليون لاجئ عراقي. وبدأت السلطات السورية بفرض قيود على العراقيين مثل طلب الحصول على تأشيرة دخول، بعد ان ارتفع عدد سكان سورية بعد موجة الهجرة العراقية بمعدل وصل إلى نحو 10 في المئة. وشرعت السلطات العراقية في تقديم بعض المزايا لتشجيع مواطنيها على العودة، مثل الرحلات المجانية بالحافلات من سورية إلى العراق، وما إليه ، كما شجعت النازحين داخل العراق والمقدرة اعدادهم بنحو نصف النازحين بالعودة إلى قراهم وبلداتهم وبيوتهم من خلال تقديم منح مالية قيمتها 800 دولار للعائلة.