قرر نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي اليوم الاربعاء، فرض حظر للتجوال في بغداد حتى اشعار آخر على خلفية التفجير الذي استهدف منارتي الإماميين العسكريين في سامراء، فيما كشف مصدر عسكري أمريكي أن السلطات العراقية تملك أدلة تؤكد أن التفجير وقع نتيجة تواطؤ عناصر الأمن العراقي، المكلفة بحراسة المزار المقدس، بمشاركة عناصر من تنظيم القاعدة مباشرة في التفجير. فقد قرر نوري المالكي رئيس الوزراء اليوم الاربعاء، فرض حظر مفتوح للتجوال في بغداد على خلفية التفجير، وأكد مكتب رئيس الوزراء أنه تم فرض حظر للتجوال من الساعة الثالثة عصرا بتوقيت بغداد وحتى اشعار آخر على خلفية التفجير الذي استهدف منارتي الاماميين العسكريين في سامراء. وكانت مصادر الشرطة العراقية وشهود عيان قالوا :" إن منارتي ضريحي الاماميين على الهادي وحسن العسكري في سامراء بمحافظة صلاح الدين تعرضتا إلى عملية تفجير أدت الى اصابتهما باضرار بليغة". عمل داخلي ========== من ناحية أخرى كشف مصدر عسكري أمريكي أن السلطات العراقية تملك أدلة تفيد أن تفجير قبة مسجد العسكرية في سامراء الأربعاء عمل داخلي، اعتقل على إثره 15 من عناصر الأمن العراقي. ورجح الجنرال بينجامين ميكسون، قائد لقوات الاحتلال تواطؤ عناصر الأمن العراقي، التي تقوم على حراسة المزار المقدس، وذلك بمساعدة أو مشاركة عناصر "القاعدة" مباشرة في التفجير. اتهام القاعدة ========== كما اتهم السفير الأمريكى فى العراق وقائد قوات الاحتلال الامريكية تنظيم القاعدة بتفجير مأذنتى المسجد ، وقال السفير رايان كروكر والجنرال ديفيد باتريوس فى بيان مشترك ان هدف التفجير هو بث الفرقة بين العراقيين واشعال المزيد من العنف الطائفى والاقتتال فيما بينهم. وقائع التفجير ========== وكان مسلحون مجهولون قد فجروا اليوم الأربعاء مأذنتي مزار "القبة الذهبية" الذي يحتضن مرقدي الإمامين حسن العسكري وعلي الهادي المقدسين لدى الطائفة الشيعية، في مدينة سامراء. ووقع التفجير قرابة الساعة التاسعة من صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي للبلاد، رغم وجود قوة من الشرطة في محيط المزار. وقال مسئول أمني في العاصمة بغداد إن وقوع التفجير الذي قد يؤدي إلى مزيد من الاقتتال المذهبي الذي يخلف مزيداً من الضحايا. وأضاف المسئول أنه سبق التفجير اندلاع اشتباكات بين عناصر الشرطة ومسلحين، تبعها نجاح المسلحين في دخول المزار وزرعه بالألغام قبل تفجيره. حداد للصدر واتهام للاحتلال =================== في غضون ذلك ، علّق رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر، مشاركته في الحكومة العراقية، داعياً للحداد ثلاثة أيام استنكاراً لتدمير المأذنتين. ووفق ما جاء في بيان، رفض الصدر تحميل أي من خصومه السنة مسئولية الهجوم واتهم قوات الاحتلال الأمريكية بالمسئولية. ودعا الصدر إلى تنظيم مظاهرات واعتصامات سلمية مجددا للمطالبة بخروج القوات الاجنبية او جدولة انسحابها. وأهاب بالشعب العراقي ان يدحض ويفشل المخطط الهادف الى بث الفتنة وزرع البغضاء. السيستاني يدعو لضبط النفس =================== كما دعا المرجع الديني الشيعي علي السيستاني اليوم الأربعاء إلى ضبط النفس والتهدئة على خلفية التفجير. وقال المتحدث باسم السيستاني السيد حامد الخفاف ان السيستاني دعا الى ضبط النفس والتهدئة وعدم القيام بأعمال عنف "وبخاصة ضد اهلنا اهل السنة". وكانت هيئة علماء المسلمين ادانت تفجير مئذنتي الإمامين العسكريين في سامراء وحملت السلطات الامنية مسؤولية الحادث متهمة اياها بالتقصير ودعت الى استنكار الحادثة. إدانات للتفجير ============ من جانبها أدانت جامعة الدول العربية الاعتداءات الإجرامية التى تعرض لها المرقدين والتداعيات الخطيرة التى أعقبت هذا التفجير الإرهابى فى مناطق مختلفة من العراق. وأرجع عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية فى بيان له اليوم هذه الاعمال الارهابية البشعة الى وجود أيد خبيثة تزيد من اشعال نار الفتنة الطائفية فى العراق، داعيا المسئولين فى الحكومة العراقية لاتخاذ الاجراءات الامنية اللازمة لايقاف تدهور الوضع الامنى ونزيف الدم الذى يتعرض له أبناء الشعب العراقى المظلوم. كما دعا كافة القوى والزعامات السياسية والعشائرية وناشد بشكل خاص المرجعيات الدينية التصدى لهذه المؤامرات التى تستهدف وحدة الشعب العراقى ونسيجه الوطنى والدعوة الى ضبط النفس لاحباط هذه المؤامرات الدنيئة. البيت الابيض يدين!! ============== في غضون ذلك دان البيت الابيض "بشدة" الاعتداء الشديد الذي استهدف مرقد الامامين العسكريين ، معتبراً اياه اعتداء ضد العراقيين كافة وداعيا الى الوحدة في مواجهة "المتطرفين" على حد قوله. جدير بالذكر أنه بعد مرور 16 شهراً تقريباً على تفجير القبة الذهبية في مرقد الإمامين العسكريين في سامراء احد ابرز العتبات المقدسة لدى الشيعة انهارت مئذنتا المرقد صباح اليوم الاربعاء اثر وقوع انفجارين بفارق زمني بسيط. وفي اعقاب التفجير الاول اندلعت اعمال عنف طائفية اودت بحياة الالاف من العراقيين ورد الرئيس الامريكي جورج بوش سبب تزايد العنف الطائفي في العراق الى هذا التفجير بالذات. وأدى تزايد الخسائر في صفوف القوات الامريكية في العراق الى تصاعد وتيرة الانتقادات لطريقة ادارة الرئيس الاميركي للحرب ، وساهمت هذه الخسائر بشكل مباشر في خسارة الجمهوريين الانتخابات النيابية في 2006. يُذكر أن المزار يقع بالقرب من مكان يعتقد أن الإمام الثاني عشر محمد المهدي اختفى فيه، ويعتبر المهدي نجل وحفيد الإمامين الهادي والعسكري. وتؤمن الطائفة الشيعية بعودة الإمام المهدي للأرض لإعادة العدل.