رام الله : أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء رفضه استئناف المفاوضات مع إسرائيل حول عملية السلام ما لم توقف العمليات الاستيطانية بما فيها التمدد الطبيعي للمستوطنات. جاء هذا في كلمة ألقاها عباس في مقر الرئاسة برام الله بمناسبة الذكرى الخامسة لوفاة سلفه ياسر عرفات. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي عن عباس القول إن الفلسطينيين لا يمكنهم العودة للمفاوضات مع إسرائيل ، متهما الولاياتالمتحدة بالتراجع عن سياستها السابقة بشأن الشرق الأوسط ورفضها إقناع إسرائيل بتجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة. وتأتي الذكرى الخامسة لوفاة عرفات وسط جو من الترقب بأن عباس قد يقدم استقالته بالفعل مما يهدد بانهيار السلطة الوطنية الفلسطينية التي أسسها عرفات بعد إبرام اتفاقية أوسلو مع إسرائيل في التسعينات. وكان عباس أعلن في 4 نوفمبر أنه لن يترشح في انتخابات الرئاسة بسبب وصول مفاوضات السلام إلى طريق مسدود لكنه سيبقى رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية. وستؤدي استقالة عباس إن حدثت إلى إيقاع الفلسطينيين المنقسمين أصلا في معضلة قانونية وسياسية شديدة ، فوفقا للقانون الفلسطيني الأساسي لا بد من موافقة ثلثي أعضاء البرلمان الفلسطيني على استقالته حتى تكون نافذة، إلا أن البرلمان لم ينعقد منذ عام 2006، ولم يتضح بعد ما إذا كان سيفعل ذلك بعد تقديم الاستقالة. وإذا ما تمت الموافقة على الاستقالة فسيتسلم عزيز الدويك وهو من حركة حماس خصم حركة فتح مهام الرئاسة حتى تجرى انتخابات جديدة في غضون 60 يوما. إلا أن مساعدين لعباس ألمحوا في الأيام الأخيرة إلى أن السلطة بكاملها قد تنهار باستقالة عباس مما سيسجل نهاية عملية أوسلو المتوقفة أصلا، وتجعل أربعة ملايين فلسطيني من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة يعتمدون ثانية على إسرائيل لسد احتياجاتهم الأساسية. ومن جانبه ، قال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين :" لقد حانت لحظة الحقيقة وعلينا أن نكون صريحين مع الشعب الفلسطيني بأننا لم نستطع تحقيق حل الدولتين على مدى 18 سنة من التفاوض". وأضاف قائلا :"لقد تيقنا من أن إسرائيل لا تريد دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها عام 1967 ".