غزة: وجهت وزارة الخارجية في الحكومة الفلسطينية المقالة رسالة مفتوحة الى الرئيس الامريكي باراك اوباما عشية خطابه المرتقب الموجه للعالمين العربي والاسلامي من القاهرة ، تدعوه لزيارة قطاع غزة المحاصر والتعاطي بإيجابية من أجل تسوية القضية الفلسطينية. وذكرت وكالة "معا" أن رسالة الحكومة التابعة لحركة حماس والتي وجهها د. أحمد يوسف وكيل وزارة الشئون الخارجية المقالة، سوف يتسلمها الرئيس الأمريكي باراك أوباما من خلال الوفد الأمريكي الزائر إلى غزة والمغادر إلى القاهرة. ومن المتوقع ان يصل فريق امريكي مكون من 60 شخصية كان قد زار قطاع غزة ، الى مصر اليوم الخميس، يحملون رسالة من حماس الى الرئيس الامريكي اوباما . وتطالب رسالة حماس أوباما برفع الحصار ووقف الاستيطان والتواصل مع حماس لإثبات حسن نوايا الإدارة الأمريكيةالجديدة، و اعتبارخطوة حل القضية الفلسطينية هو المدخل لأية علاقات جادة وإيجابية مع العالمين العربي والإسلامي. وكان الفريق الامريكي الذي يحمل الرسالة ويتكون من صحفيين ومرشدين اجتماعيين، واساتذة جامعات و ناشطين تجول في قطاع غزة لمشاهدة الحدث بعينه وليرى نتائج حرب اسرائيل على غزة . وذكر ميديا بنجامين مؤسس فريق "لا للحرب"، وهو الذي يقود الفريق الامريكي الى غزة في بيان أن على اوباما ان يزور القطاع لمشاهدة نتائج الحرب الاسرائيلية على غزة. وقال :"انه لن يكون هناك تقدم ملموس بين امريكا والعالم العربي الا بتواصل جدي مع حماس وبشكل مباشر وعلى حماس ان تعمل بجدية وتوفي بوعودها". والتقى الوفد الامريكي بوزير الصحة المقال ووزير التعليم بالاضافة الى اعضاء البرلمان والمتحدث باسم المجلس التشريعي وقد زار الوفد الامريكي مدراس القطاع ومستشفيات ومحامين مختصين بالدفاع عن حقوق الانسان ورجال ونساء اعمال. وقال الفريق "لقد صعقنا من وحشية الاسرائيليين في حربهم ضد قطاع غزة بمنازله وشعبه واطفاله بالاضافة الى الحصار القاتل". وفيما يلي النص الكامل للرسالة : السيد الرئيس باراك أوباما، رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية ،،، 3 يونيو2009 إننا نرحب بزيارتكم للعالم العربي ومبادرة إدارتكم لجسر هوة الخلاف بينكم وبين عالمنا الإسلامي.. إن أحد أهم نقاط التوتر بين الولاياتالمتحدة وهذا الجزء من العالم هو الفشل في إيجاد حلٍّ للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني. إنه ولسوء الحظ، أنكم لن تقوموا بزيارة غزة والاستماع إلى وجهة نظرنا ضمن جولتكم الشرق أوسطية، وكذلك الحال مع وزيرة الخارجية والسيد جورج ميتشل. لقد استقبلنا في الفترة الأخيرة الكثير من الوفود الأجنبية، وهي ذات خلفيات سياسية مختلفة، منها ممثلين عن الكونجرس الأمريكي، وبرلمانيين أوروبيين، وكذلك رئيس لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة السيد جولد ستون، إضافة إلى الكثير من قوافل المتضامنين، والتي كان آخرها وفد مجموعة "CODEPINK" الأمريكية. إن من المهم زيارة قطاع غزة، والتي تعرض أهلها لعدوان إسرائيلي سافر استهدفهم لمدة 22 يوماً، ولقد شهدت عدة منظمات أممية؛ مثل منظمة العفو الدولية بأن القتل والدمار الذي وقع ما كان ليحدث لولا دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية لإسرائيل بالسلاح، والذي تتم جبايته من جيوب دافعي الضرائب الأمريكية. لقد وثّقت منظمة "هيومن رايتس وتش" بأن الفسفور الأبيض الذي ألقته إسرائيل على مدارس الأممالمتحدة ومخازنها وعلى منازل المواطنين كان صناعة أمريكية.. وخلصت إلى القول بأن استخدام إسرائيل للفسفور الأبيض هو بمثابة جريمة حرب.. ووجهت السؤال للأمريكيين: ألا يجدر بكم، وأنتم أصحاب هذا السلاح والداعمين لإسرائيل به، النظر كيف تجاوزت الأخيرة القانون الدولي في استخدامها لهذا السلاح.!؟ السيد الرئيس.. لقد كنت قبل توليكم منصب الرئاسة الأمريكية أستاذاً جامعياً مميزاً في القانون، ولقد أشارت إدارتكم بأنها سوف تعمل على تعزيز حكم القانون في العالم العربي والاسلامي. لقد أقرت محكمة العدل الدولية في يونيو 2004 أن كل أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية هي أراضي فلسطينية محتلة، وهي مخصصة للفلسطينيين وحق لهم لتقرير مستقبل وجودهم السياسي، وأن المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة هي غير شرعية.. ولم يعترض على ذلك الاقرار أيٌ من القضاة الخمس عشرة والممثلين لأعلى سلطة قضائية دولية. ولقد أقرت أيضا أهم وأشهر المنظمات الدولية؛ مثل منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس وتش، بدعم حق عودة اللآجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وتقديم التعويضات اللازمة جراء ما لحق بهم. وفي اللقاء السنوي لجلسة الجمعية العمومية التابعة للأمم المتحدة، عادة ما تدعم معظم الدول المبادئ التي تدعو لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وكذلك تطرح جامعة الدول العربية سنوياً مبادرات مرتكزة على تلك المبادئ لأنهاء الصراع. ولقد أشارت كبريات المنظمات الحقوقية الدولية أيضاً إلى أن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة هو عبارة عن عقاب جماعي، وهو مخالف للقانون الدولي. إننا في الحكومة التي شكلتها حركة حماس ملتزمون بحل عادل للصراع، بحيث لا يتعارض ذلك مع سلوكيات القانون الدولي، ومحكمة العدل الدولية والجمعية العمومية ومنظمات حقوق الانسان، ونحن جاهزون للتواصل مع كل الأطراف على قاعدة الاحترام المتبادل وبدون وضع اشتراطات مسبقة. على أية حال، إن ما ينتظره الناس هو رؤية تغيير حقيقي لا يقتصر فقط على إنهاء الحصار عن غزة وتجميد بناء المستوطنات، ولكن أيضا تبني سياسة متوازنة وعادلة ترتكز على احترام حكم القانون والأعراف الدولية. مرةً أخرى، فإنه مرحبٌ بكم يا سيادة الرئيس في غزة، من أجل أن تروا حجم الدمار الذي لحق بها بأم أعينكم.. وأكثر من ذلك، فإن مثل هذه الزيارة سوف تعزز من مكانة الولاياتالمتحدة ووضعها في المنطقة، وتمنحها الصلاحية للتعامل بمصداقية مع كافة أطراف الصراع. مع تحياتي ،،، د. أحمد يوسف وكيل وزارة الشؤون الخارجية