المجتمع الدولي مطالب بمنع انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن محيط – علي عليوة
الجيش اليمني اصدر مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان بيانا اعلن فيه عن إدانته الشديدة لأعمال القصف المدفعي من جانب قوات الجيش اليمنى والتي ألحقت أضراراً فادحة بالسكان الأبرياء في مديرية لودر بمحافظة أبين جنوب اليمن.
ويضيف البيان بأن مركز القاهرة يلاحظ بقلق عميق أن أعمال القصف التي تواصلت لنحو أسبوع، وشاركت فيها المدفعية والدبابات، قد دفعت بالمئات من الأسر اليمنية إلى هجرة "لودر"، والاحتماء بالجبال في الوقت الذي تواصل فيه السلطات تطويق المديرية بحصار عسكري يغلق مداخلها ومخارجها.
وفى حدود المعلومات المتاحة من منظمات حقوق الإنسان اليمنية ومصادر أخرى، فإن أعمال القصف قد طالت سوقاً شعبيا، وألحقت أضراراً فادحة بالعديد من المنازل والأراضي الزراعية وبإحدى رياض الأطفال، فضلاً عما أفضت إليه من سقوط ما لا يقل عن ثلاثة قتلى مدنيين وإصابة عشرات آخرين بينهم طفلين على الأقل.
وقد جاء هذا الهجوم في أعقاب سقوط عدد من الجنود اليمنيين خلال كمائن منصوبة من قبل عناصر، تزعم السلطات اليمنية أنهم قد يكونوا من تنظيم "القاعدة"، أو من عناصر منخرطة في الحراك الجنوبي.
بينما يقول مسئولون يمنيون جنوبيون في المنفى وقيادات الحراك الجنوبي في داخل اليمن، أنها عملية مفتعلة لتصفية الحساب مع الحراك الشعبي في جنوب اليمن، واستعداء المجتمع الدولي ضد هذا الحراك السلمي، بوضعه في سلة واحدة مع الإرهاب.
جدير بالذكر أن السلطات اليمنية تسعى دوماً لوصم أعمال الاحتجاج الشعبي في جنوب اليمن والحراك الجنوبي الذي يقودها بالإرهاب، في محاولتها لتبرير الاستخدام المفرط للقوة وأشكال القمع المتزايد للمواطنين في المحافظات الجنوبية.
وينوه مركز القاهرة إلى أن محافظة أبين الجنوبية كانت هدفاً لسلسلة من الاعتداءات الوحشية خلال العام الأخير، وربما كان أكثر دموية في ديسمبر الماضي، عندما شن الجيش اليمنى –بدعم من الولاياتالمتحدةالأمريكية– غارتين على ما اعتبر مواقع لمعسكرات لتنظيم "القاعدة". وقد أفضت هاتين الغارتين إلى مصرع ما لا يقل عن 42 من السكان الأبرياء معظمهم من النساء والأطفال.
ويشدد مركز القاهرة على أن مكافحة الإرهاب وملاحقة تنظيم "القاعدة" لا ينبغي أن تكون مسوغاً لأن يغض المجتمع الدولي الطرف عن الانتهاكات التي ترتكبها الحكومة اليمنية بحق منتسبين محتملين لتنظيم "القاعدة"، أو بحق خصومها السياسيين أو بحق أقسام واسعة من السكان، باتوا هدفاً لأنماط شتى من العقاب الجماعي في ظل سياسات العسكرة والاحتراب الأهلي التي يذكيها النظام اليمنى لتأمين احتكاره الأبدي للسلطة .
ويحذر مركز القاهرة من أن الدعم غير المشروط الذي يلقاه النظام اليمنى من قبل الإدارة الأمريكية وبعض أطراف الإتحاد الأوروبي، من شأنه أن يفاقم من مخاطر الإرهاب الذي يكتسب في صفوفه يوماً بعد آخر أنصاراً جدد، مدفوعين بتفاقم الشعور بالظلم والغبن المتزايد.
التي يغذيها بصورة شبه يومية مشاهد القتل خارج نطاق القانون، والاختطاف والاختفاء القسرى والتعذيب، وقمع الاحتجاجات السلمية، ومحاولات إخراس أصوات الصحافة والمدافعين عن حقوق الإنسان.
وتعاظم سياسات الإقصاء السياسي والتهميش الإقتصادى والإجتماعى لقطاعات واسعة من السكان، واستشراء الفساد، فضلا عن انتشار وتحذر الخطاب الديني المتطرف برعاية النظام اليمني الحاكم.
ويؤكد مركز القاهرة أن قطع الطريق على المخاطر والتهديدات الإرهابية، يتطلب جهوداً جبارة من جانب المجتمع الدولي، لدفع اليمن دفعاً باتجاه بناء دولة القانون، ومنع الإفلات من العقاب على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وتبني خطاب ديني مستنير، ورفض التضحية بحقوق الإنسان بذريعة مكافحة الإرهاب.