يحيي الفلسطينيون اليوم الثلاثاء الذكرى الرابعة لوفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ، فيما استنفرت الأجهزة الأمنية للحكومة المقالة بقطاع غزة التابعة لحركة حماس لمنع أية مسيرات جماهيرية قد تخرج من القطاع إحياءًا للذكرى. وفيما تزينت رام الله بصور عرفات والأعلام الفلسطينية ورايات حركة فتح استعدادًا لإحياء ذكرى رحيله اليوم، يعتزم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلقاء خطاب هام بالمناسبة يتناول فيه آخر التطورات على الساحة الفلسطينية سواء على صعيد الانقسام ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وفشل الجهود المصرية في عقد الحوار الوطني الشامل الذي كان مقررًا امس في القاهرة او على صعيد العملية السياسية مع اسرائيل. وذكرت صحيفة "القدس العربي" أن اللجنة العليا لإحياء الذكرى الرابعة لوفاة عرفات دعت الفلسطينيين من خلال وسائل الإعلام للمشاركة في المهرجان الذي سيقام الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم الثلاثاء تاكيدا على الوحدة الوطنية وتمسكا باهداف الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني. وفي ظل خشية حماس من وقوع مواجهات دموية مع انصار حركة فتح بمناسبة احياء ذكرى وفاة عرفات اعلنت الاجهزة الامنية التابعة لحكومة حماس في قطاع غزة امس حالة الاستنفار في صفوفها. واكدت مصادر امنية فلسطينية في قطاع غزة ان حكومة حماس المقالة اعلنت حالة الاستنفار القصوى في صفوف اجهزتها الامنية وعناصرها العسكرية. واوضحت المصادر ان حماس ستمنع وبكل قوة من يحاول تنظيم اية فعالية او مهرجان جماهيري دون اذن من وزارة الداخلية لاحياء الذكرى الرابعة لوفاة عرفات في كافة مدن ومخيمات قطاع غزة، مشيرة الى انه تم بالفعل تسيير الدوريات الشرطية ونشر العناصر المسلحة في كافة المفترقات والميادين الرئيسية لقمع اية محاولة لاحياء الذكرى. وذكرت مصادر محلية بقطاع غزة بان شرطة حماس قامت بمصادرة كافة المواد الاعلامية والملصقات من كافة مطابع قطاع غزة والتي يتم طباعتها وتجهيزها لاحياء ذكرى عرفات، وشنت حملات اعتقال طالت العشرات من كوادر حركة فتح في القطاع للحيلولة دون تنظيم اية فعالية او مهرجان احياء للذكرى. ومن جهتها اعلنت وزارة الداخلية المقالة بقطاع غزة عن وجود معلومات مؤكدة لديها عن تحركات لعناصر من حركة فتح لاعادة "الفوضى والفلتان وزعزعة الاستقرار في قطاع غزة"، بإيعاز من جهات رسمية في رام الله (السلطة الفلسطينية). وذكر الناطق باسم الوزارة إيهاب الغصين في تصريحات صحفية امس ان عناصر من حركة فتح تلقوا أوامر من جهات رسمية في رام الله للقيام "بمحاولات لاعادة الفوضى والفلتان للقطاع باشكال متعددة في الذكرى الرابعة لرحيل الرئيس ياسر عرفات، واضاف "هذه المحاولات تتمثل في نشر الفوضى عن طريق العصيان المدني ومحاولات التفجير، اما ضد مركبات تابعة للاجهزة الامنية او مبان حكومية وخاصة الامنية منها، واما ملاحقات واغتيالات لبعض الرموز والقادة". وأضاف "تم القاء القبض قبل فترة على ثلاث مجموعات كانت تخطط للقيام بمثل هذه الاعمال، احداها تدار مباشرة من قبل وزير في حكومة في رام الله ومهمتها تنفيذ اغتيالات لبعض الاشخاص في حركة حماس وزرع عبوات موجهة لبعض السيارات". وقال الغصين إن هناك مجموعات اخرى مهمتها تصنيع العبوات في انتظار قرار التنفيذ للمباشرة في اعمال الفوضى، بالاضافة الى وجود مجموعات مهمتها التخطيط للعصيان المدني والقيام باثارة المواطنين للاحتجاج والقيام باعمال تخريب ضد مبان حكومية وجهات رسمية. وتابع ان المعلومات توفرت لدى وزارة الداخلية بناء "على اعترافات ادلى بها عناصر المجموعات التي تم ضبطها اثناء محاولتها اعادة الفوضى والفلتان"، مشيرا الى ان مخططات اعادة الفوضى والفلتان للقطاع كان مقررا لها ان تنفذ بداية الشهر الجاري اي قبل الذكرى الرابعة لرحيل عرفات وبعدها وقبل الحوار وبعده. ونفى الغصين ان تكون هناك اي جهة تقدمت بطلب حتى اللحظة لاحياء الذكرى الرابعة لرحيل عرفات، مشددا على وجود اجراءات قانونية نصت عليها القوانين التي اقرها المجلس التشريعي والسلطة السابقة لمثل هذه الفعاليات. .