القاهرة تقرر تأجيل الحوار الفلسطيني بعد انسحاب حماس خالد مشعل محيط : أعلنت مصر تأجيلها للحوار الوطني الفلسطيني المقرر يوم الاثنين، بعد أن أبلغت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) القاهرة رسميا مقاطعتها للحوار لعدم الالتفات إلى مطالبها. وأعلن مصدر مصري مطلع أنه بناء على طلب الحركة تمّ تأجيل الحوار الفلسطيني الذي كان مقررا عقده بمشاركة 13 فصيلا فلسطينيا الى موعد لاحق لم يحدد. وصرح المصدر رفيع المستوى لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن الحوار الذى كان يهدف الى إنهاء حالة الإنقسام الفلسطينى لحين توافر المناخ اللازم والملائم لانعقاد وضمان فرص نجاحه. وأكد المصدر أن مصر سوف تستمر فى إتصالاتها مع كافة الأطراف لتحديد الوقت المناسب لعقد الحوار عندما تتوفر الإرادة السياسية. وتقول حماس أن هناك غموضا في الموقف المصري فيما يتعلق بالملاحظات التي قدمتها الفصائل حول الورقة المصرية، مشيرة إلى مصر أعربت عن تفهمها لملاحظات الحركة فيما يتعلق بتهيئة الأجواء قبل الحوار، وإطلاق سراح معتقلي حركة حماس وفصائل المقاومة من سجون السلطة في الضفة الغربية. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية عقب صلاة الجمعة في مدينة غزة، "ما يجري في الضفة يشكل عائقا حقيقيا أمام انطلاق الحوار، ويبدو أن قرار الضفة الأمني ليس مستقلا وان استحقاق التعاون الأمني يفرض إبقاء المعتقلين في السجن"، متهما “تيارا لا يسعى إلى المصالحة في رام الله بعرقلة انطلاق الحوار وبعدم التماشي مع الارادة الوطنية". وأكد هنية "نحن نريد مصالحة وطنية حقيقية يكتب لها الحياة، لكن حوارا في ظل وجود مئات المعتقلين في السجون لا يمكن أن يصل إلى مبتغاه". من جهته، شدد أمين سر كتلة حماس البرلمانية النائب مشير المصري على أن الحركة "لن تذهب إلى الحوار في القاهرة في ظل استمرار ما وصفها ب “المجزرة السياسية ضد عناصر الحركة الذين تعتقلهم أجهزة أمن الضفة". وقال المصري أمام الآلاف من أنصار حماس في شمال قطاع غزة إن "الحوار خيارنا ونسعى إليه ولكن ليس بأي ثمن ولا على حساب الحقوق والثوابت والمقاومة أو نتائج الانتخابات". وشن المصري هجوماً على حركة فتح والرئيس محمود عباس، واتهمهما ب "مخالفة الحوار"، والتهديد بالعودة إلى القطاع على ظهر دبابة، والدفع في تجاه القوات الدولية ونشرها في غزة. وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق : "يبدو أن القاهرة لم تقم بالدور المطلوب منها كراعية للحوار ولم تمارس ضغوطاً كافية على الطرف الآخر (رئاسة السلطة) من أجل التجاوب مع استحقاقات الحوار الجاد والمسؤول، وبالتالي فإن الأجواء المناسبة لحوار مثمر يفضي إلى مصالحة حقيقة ليست مهيئة بعد، خاصة في ظل تصاعد حملات الاعتقال التي تقوم بها الأجهزة الأمنية التابعة لعباس في الضفة الغربية". وأضاف إن زيارة وزير الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس إلى الكيان الصهيوني ولقائها في رام الله مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والمتزامنة مع الخرق الصهيوني للتهدئة في قطاع غزة، وتصاعد حملة الاعتقالات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية التابعة لعباس في الضفة الغربية، تشير كلها إلى وجود نية مبيتة لدى الأطراف المذكورة لإجهاض المصالحة الوطنية". من ناحيته، أكد مسئول العلاقات العامة في مكتب حركة حماس بسوريا طلال نصار، أن الاعتقالات التي تقوم بها السلطة الفلسطينية بحق ناشطي المقاومة بالضفة الغربية اعتقالات سياسية، معتبرا أن الجريمة الحقيقية هي التنسيق الأمني مع الاحتلال وتسليم المقاومين له. وقال نصار: "إن حماس أطلقت مبادرة طيبة عندما فكت اسر المعتقلين من فتح بقطاع غزة، لكن المفاجئ كان الاعتقال والتعذيب وتشديد الاعتقالات لأبناء حماس في الضفة الغربية والتنكيل بهم، حيث أصبح من يحمل راية الحركة متهما من قبل السلطة، فيما يعتبر الذي ينسق مع الاحتلال وطنيا". ونفى نصار ان تكون الاعتقالات التي تمارسها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية أمنية، مؤكدا أنها سياسية، ومعتبرا أن الجريمة الحقيقية هي التنسيق مع الاحتلال وتسليم المقاومين الفلسطينيين له، مشيرا إلى إن هناك تعذيبا للمقاومين والناشطات في صفوف حماس في معتقلات السلطة، بالإضافة إلى انتهاكات تمس المقدسات الإسلامية. ويأتي ذلك بعد تأكيد مصادر مصرية مطلعة أن وفد حركة حماس برئاسة خالد مشعل سيحضر مؤتمر الحوار الفلسطيني يوم الاثنين، فيما سيلتقي الوزير عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية رئيس وفد حماس والرئيس محمود عباس كل على حدة في القاهرة غدًا الأحد. ونقلت وكالة "سما" الإخبارية عن المصادر :"ما أعلنته حماس عن تحميلها أبو مازن ومصر مسؤولية فشل الحوار المزمع عقده بين الفصائل الفلسطينية بحضور الرئيس الفلسطيني يوم الاثنين المقبل، يأتي في سياق المحاولة لرفع سقف تفاوضها مع حركة فتح". وأضاف :"وفد حماس سوف يحضر إلى القاهرة، وأن أي حديث بين الفصائل في مثل هذه المرحلة الدقيقة، ينبغي ألا يكون مكانه وسائل الإعلام، ولكن الحوار المباشر على الطاولة". وقالت المصادر إن ما تقوم به حركة حماس نوع من الضغوط، وأن مصر تعتبر ذلك مناورة، وأن القاهرة ترى أن الحوار مكانه طاولة الحوار، وأن وفد حماس برئاسة مشعل سيأتي للقاهرة. وأضافت: "التصريحات المنسوبة لحماس هي محاولة لرفع السقف قبل لقاء مؤتمر الحوار المقرر له يوم الاثنين المقبل" ، مشيرة إلى أن من بين من سيحضرون المؤتمر، جميع الأمناء العامين ورؤساء الفصائل بمن فيهم حماس. وأشارت المصادر إلى أن مؤتمر يوم الاثنين سيكون "جلسة واحدة" تتلى فيها الورقة المصرية الخاصة بإنهاء المشاكل العالقة بين الفصائل هناك، دون تغيير، وهي نفس الورقة التي سبق توزيعها على جميع الفصائل.