قال التيار الشعبي إن موقف المجلس العسكري من ترشح وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي للرئاسة هو "مصادرة" على منصب رئيس الجمهورية ويقضي على ما وصفه بتكافؤ الفرص وحق الشعب في اختيار رئيسه. ووفقاً لوكالة "رويترز"، قال التيار الشعبي، في بيان، إنه استقبل بيان المجلس العسكري بدهشة "لما يتضمنه من تدخل واضح في الانتخابات الرئاسية المقبلة وترتيبات السلطة القادمة في مصر". تابع أن البيان وما تبعه من تحليلات "يعد ترسيخا لانطباع يؤكد أن السيسي يخوض تلك الانتخابات مدعوما بالقوات المسلحة، وكأنه مرشحا باسمها". وأكد أن هذا "يتنافى مع الدستور والأعراف الديمقراطية والتقاليد السياسية التي يجب على كل الأطراف السعي لإرسائها". وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة أعلن أول أمس الاثنين أنه وافق على ما سماه "التكليف الشعبي" للسيسي بالترشح للرئاسة، وقال في بيان إن للسيسي "حق التصرف وفق ضميره الوطني وتحمل مسؤولية الواجب الذى نودي إليه، احتراما لرغبة الجماهير العريضة من شعب مصر".وعزل الجيش الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يوليو الماضي عقب احتجاجات حاشدة ضد حكمه. وظهر السيسي في صورة بطل في أعين الكثير من المصريين بعدما عزل مرسي واتخاذ إجراءات صارمة ضد جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها. ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية خلال النصف الأول من العام الجاري. وأسس التيار الشعبي حمدين صباحي -الذي حل في المركز الثالث في انتخابات الرئاسة عام 2012- والذي أعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة في 18 من يناير الجاري. وقال صباحي في تصريحات تلفزيونية في ديسمبر الماضي إنه "من الأفضل أن يظل السيسي في موقعه كقائد للجيش"، مؤكدا في الوقت نفسه أنه سيحترم اختيار القوى السياسية للفريق السيسي إذا أرادوا خوضه سباق الرئاسة. وأضاف التيار الشعبي أن بيان المجلس العسكري "لم يقطع مطلقا بأمر استقالة وزير الدفاع، وعليه فإننا نعتبر أن بيان القوات المسلحة لم يكن له أي داع ولا مبرر من الأساس". وجدد التيار الشعبي تحذيره "من إقحام الجيش في الأمور السياسية، أو تورطه في دعم مرشح للرئاسة على حساب الآخرين". وقال "ما يحدث ينقل الجيش من جانب الإجماع والتوافق الوطني والمكانة الكبرى لدى الشعب إلى أن يكون محل خلاف، وطرف في العملية السياسية، وهو ما لا يليق به ولا نتمناه له".