القاهرة: نفى الدكتور عبد الحي الفرماوي القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، الاتهامات التي وجهتها له نيابة أمن الدولة العليا المصرية، بمساعدة عناصر حركة حماس الفلسطينية على شراء معدات تستخدم في صنع طائرات بدون طيار، ومساعدتهم على تنفيذ عمليات اغتيال تستهدف عناصر حركة فتح والمنشقين عن حماس الموجودين في القاهرة. ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن الفرماوي قوله في اتصال هاتفي معها خلال خضوعه للتحقيقات في النيابة التي أصدرت قبل خمسة أيام قرارا بحبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات، "لا أعلم شيئا عن الاتهامات التي وجهتها لي النيابة، وكل ما أسندوه إلي عبارة عن محضر تحريات أعده ضابط بجهاز مباحث أمن الدولة". وأضاف الفرماوي، وهو أستاذ التفسير وعلوم القرآن ووكيل كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، "بعد أن فتشت السلطات الأمنية منزلي أربعة أيام اعتقلوني، وكنت أبيت في أقسام الشرطة، إلى أن نقلوني مساء أول من أمس (الجمعة) إلى سجن طرة". وأوضح أن تحقيقات النيابة تركزت حول علاقته بجماعة الإخوان المسلمين، واستغلال كونه أستاذا جامعيا، للتأثير على القاعدة الطلابية بأفكار الإخوان المسلمين، وهو ما نفاه قائلا "لقد أطلقوا اتهاماتهم ضدي في كل اتجاه، والله يعلم أن ما يتهمونني به ليس صحيحا". من جانبه، اعتبر عبد المنعم عبد المقصود محامي جماعة الإخوان المسلمين، والذي حضر التحقيقات مع الفرماوي، أن هذه القضية رسالة من النظام المصري للشعب المصري، عبر جماعة الإخوان المسلمين، للتأكيد على عدم مساندة الشعب الفلسطيني . وقال عبد المقصود للصحيفة : " كالعادة في كل القضايا المتهم فيها عناصر الإخوان المسلمين .. لا أدلة، لا وقائع محددة، لا شهود، ورغم ذلك توجد قضية ". وأشار عبد المقصود إلى أن المتهم الثاني مع الفرماوي، وهو الدكتور محمد وهدان، سبق أن اعتقل قبل شهرين ووجهت له النيابة في مدينة الإسماعيلية (120 كيلومترا شرق القاهرة) نفس الاتهامات، ورغم أن النيابة أخلت سبيله، إلا أن وزارة الداخلية أعادت اعتقاله. ويعد الفرماوي من القياديين البارزين في جماعة الإخوان المسلمين، وهو نائب سابق في مجلس الشعب عن دائرة حدائق القبة (شرق القاهرة)، وخسر الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت عام 2005، أمام مرشح الحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم)، وتتهمه السلطات المصرية بأنه "مفتي الجهاد في جماعة الإخوان المسلمين". وكانت صحيفة "الأهرام" المصرية الموالية للحزب الحاكم قد نشرت في عددها الصادر أمس السبت أن نيابة أمن الدولة العليا تحقق حاليا في تورط جماعة الإخوان المسلمين مع بعض عناصر كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في التخطيط لتنفيذ عمليات، إضافة إلى مساعدة عناصر الإخوان لعناصر حماس في شراء تقنيات ومعدات لاستخدامها في تطوير طائرات صغيرة بدون طيار، تصنيعها وتزويدها بعبوات متفجرة وتفجيرها عن بعد. ومن جانبها ، اتهمت حركة حماس الفلسطينية صحيفة "الأهرام" المصرية بقيادة حملة ضد الحركة والشعب الفلسطيني عبر نشر معلومات كاذبة عن الحركة، نافية ما ذكرته الصحيفة بشأن اعتقال خلية تنظيمية من جماعة الإخوان المسلمين في مصر وكتائب القسام اشترت تقنيات لتطوير طائرات بدون طيار. وقال الدكتور سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس في تصريح لموقع "المركز الفلسطيني للإعلام" التابع للحركة: "إن الأخبار التي نشرتها صحيفة الأهرام (شبه الحكومية) أخبار كاذبة ولا أساس لها من الصحة"، مؤكدا أن نشر هذه الأنباء "يأتي في سياق الحملة التي تقودها صحيفة الأهرام وعدد من الصحف الأخرى ضد حركة حماس والشعب الفلسطيني". وأشار أبو زهري إلى أن نشر هذه الأخبار "يمثّل من ناحية أخرى محاولة للربط المباشر بين الإخوان المسلمين في مصر وحركة حماس، وهي دعاية عمل على الترويج لها بعض الشخصيات في مصر ممن لها ارتباطات معروفة". وقال إن هذا الربط: " يهدف للزج باسم حركة حماس في الخلافات الداخلية على الساحة المصرية". وتابع موجها حديثه لهذه الجهات: " نذكر هذه الجهات والأطراف بأن حركة حماس حركة تحرر وطني فلسطيني وليست حركة مصرية"، مطالباً "الجهات المحرضة والمغرضة بالتوقف عن جلد الشعب الفلسطيني".