تناولت صحيفة "الأوبزرفر"، في مقال لمراسلها في القاهرة، باتريك كينجسلي، الشهرة الواسعة التي اكتسبها الإعلامي الساخر باسم يوسف، مقدم برنامج "البرنامج" الذي يتحسر حاليًا على موت ثورة يناير. وسردت الصحيفة البريطانية، في مقالها المنشور اليوم الأحد، الذي حدث في مطلع نوفمبر حين استعد ملايين المصريين لمشاهدة أحدث حلقة للمذيع السياسي الساخر الأكثر نجاحا في منطقة الشرق الأوسط، ولكن مرت الساعة العاشرة، ولم يظهر يوسف، وقامت إدارة قناة "سي بي سي" بالإعلان عن وقف عرض البرنامج. ورأت الصحيفة أن هذه اللحظة كانت معبرة عن حرية التعبير في مصر عقب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، وانتشرت الملصقات التي تحمل صورة باسم يوسف الذي تمتع بأكبر شعبية بين العديد من المصريين الذين استفادوا من المشهد السياسي في بث أفكارهم والنكات من غرف نومهم إلى شبكة الإنترنت. وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما توقفت أحدث حلقة ليوسف وهي الثانية من السلسلة الجديدة التي انتقدت بشكل خفيف غفلة كثير من المصريين، رأى الكثيرون أنها تشير إلى مدى تلاشي مساحة الحوار العام الذي خلقته الثورة تحت قيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وفقا للصحيفة. ووفقًا لباسم يوسف نفسه، لم يكن إلغاء الحلقة رد فعل مباشر من قبل الحكومة المدعومة من الجيش، ولكن تمهيد لقمع المعارضين بشدة. وقال يوسف في مقابلة مع الصحيفة "يمكنك دائما تطبيق شيء، دون إعطاء أوامر مباشرة في الواقع، لخلق جو معين من شأنه أن يجعل هذا مقبول أو قابل للتنفيذ". ورأى يوسف أنه من ضمن المفارقات أن الرقابة تجاوزت الهجمات على حرية التعبير في ظل حكم مرسي التي كانت جزءًا من السبب الذي أثار دعوة الملايين لسقوط الرئيس السابق في 30 يونيو من العام الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن يوسف نفسه تم استدعاؤه من قبل النيابة العامة في عهد مرسي في إبريل بعد سخريته الاستفزازية له، ولكن بعد سقوط مرسي، تم وقف عرض برنامجه. وأضاف يوسف "إذا كنا خرجنا في 30 يونيو لاستعادة الديمقراطية والتخلص من الفاشية الدينية، ثم نرى مجريات الأحداث الآن، فهذا لا يرسل برسالة جيدة للعالم". وقالت الصحيفة إن نفاق قناة سي بي سي اتضح عندما أيدته في انتقاده لحكومة مرسي لكنها تخلت عنه عندما هاجم عن بعد للحكومة المدعومة من الجيش، حسب قولها. وقال يوسف "كان هناك دعم غير محدود من القناة قبل 30 يونيو وكانوا ورائي في كل خطوة على الطريق.. مضيفًا "لكن بعد حلقة واحدة فقط من أول سلسلة بعد عزل مرسي، سحبت القناة البرنامج لإهانتي الرموز الوطنية بالرغم أن مرسي كان رمزا وطنيا أيضا". وأكد يوسف أنه غير راض عما يحدث الآن قائلاً :«أنا لا أؤيد النفاق، تكرار أخطاء 60 عاما مضى، في إشارة ضمنية إلى حكم الرؤساء حسني مبارك، وأنور السادات وجمال عبد الناصر، والحقبة الحالية التي تسعى لعودتهم مرة أخرى"، حسب قوله.