إلغاء الحلقة الأخيرة من البرنامج لم يكن بأمر مباشر من الحكومة.. لكن الأجواء المسيطرة تمكن البعض من فرض مزاج معين حرية التعبير تواجه تحدياً جديداً.. ما حدث أننا تخلينا عن المبادئ الليبرالية وبعض الحريات مقابل التخلص من الإخوان باسم ساخرا : الحمدلله تخلصنا من الإخوان و سنفعل كل ما في وسعنا لإبعادهم عن السلطة حتى لو ضحينا ببعض الحريات نشرت صحيفة "ذا أوبزرفر" البريطانية اليوم، الأحد، حواراً لمراسل الصحيفة في القاهرة، باتريك كينجسلي، مع الساخر المصري، باسم يوسف، حول برنامجه وحول الأوضاع في مصر، وقال باسم إنه بعد ثلاثة سنوات من بداية الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية، تواجه حرية التعبير تحدياً جديداً. وأوضح يوسف للصحيفة إن "إلغاء عرض الحلقة الأخيرة من برنامجه، لم يكن أمراً مباشراً من الحكومة ، لكن في ظل الأجواء التي تمر بها البلاد يمكنك فرض مزاج معين، دون إعطاء أوامر مباشرة، فبخلق جو معين من شأنه أن يجعل الفكرة مقبولة، وفي اعتقادى ذلك سيؤثر سلباً على الجميع، حتى لو كان الناس في السلطة لا يفعلون ذلك، فذلك ينعكس سلبياً على حرية التعبير في مصر". أشار يوسف في حديثه مع المراسل إلى أن المفارقة هي أن هذه الرقابة تتجاوز الهجوم على حرية التعبير خلال حكم مرسي، وقالت الصحيفة إن باسم قد تم استدعاؤه من قبل النائب العام خلال حكم مرسي، في ابريل الماضِي بعد بعض السخرية الاستفزازية، لكن بعد سقوط مرسي فقد تم سحب برنامجه. وأضاف باسم يوسف "نزلنا في 30 يونيو للمطالبة بالديمقراطية، وللتخلص من الفاشية الدينية، ومن ثم يحدث هذا، هذا حقاً لا يرسل رسالة جيدة للعالم"، وأشار إلى أن قناة الCBC كانت تدعمه بشكل غير محدود قبل 30 يونيو» ووصف المراسل على أثر ذلك قناة الCBC بأنها بلورت النفاق. وأوضح باسم للمراسل أن ما حدث في مصر هو التخلي عن المبادئ الليبرالية في مقابل إزالة مرسي وقال أن ذلك مثل: "الحمدلله، تخلصنا من الإخوان ونحن لسنا جمهورية اسلامية جهادية، ونحن سوف نفعل كل ما في وسعنا للحفاظ على بقاء الإخوان بعيداً عن السلطة، حتى لو كان ذلك يعني التضحية ببعض الحريات". واضاف باسم إن الشعب يقول مادامت الأمور بهذا السوء، فنحن نفضل أن نكون تحت ظلال نظام غير إسلامي، حتى لو قارنت بين الدكتاتورية العسكرية والديكتاتورية الإسلامية، وأنا لا أقول أننا نعيش في دكتاتورية عسكرية في الوقت الراهن. وأعرب باسم عن مخاوفه قائلاً: "ما نخشاه هو أن يحل محل الفاشية باسم الدين فاشية باسم الوطنية والأمن الوطني". وأضاف باسم في حواره مع "ذا أوبزرفر" أنه مجرد مشاهد، وشدد "أنا مجرد متفرج، أنا لست في هذه اللعبة، وأنا لست لاعبا سياسياً".