زيارة رايس للمنطقة توقف مجازر إسرائيل ضد الفلسطينيين محيط - وكالات القدسالمحتلة: يبدو أن المجازر التي أرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والتي خلفت 120 شهيدا وأكثر من 350 جريحا لم تكن كافية، فبعد انسحاب القوات من القطاع والتي اعتبرها رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت فترة "استراحة" خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس إلى المنطقة الثلاثاء والأربعاء والتي من المتوقع أن تلتقي رايس بأولمرت ومحمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، وتهدف الزيارة إلى إعطاء دفعة للمفاوضات لتحقيق السلام، بعد التعهدات التي قدمها الطرفان في مؤتمر أنابوليس بالولايات المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وتوعد أولمرت بالعودة إلى قطاع غزة بعد انتهاء زيارة رايس لاستكمال العمليات ، مؤكدا أن قواته ستواصل شن العمليات العسكرية في قطاع غزة، مشيرا إلى أن الحملة التي انتهت فجر اليوم ليست الأخيرة، وأن الحملات العسكرية تهدف إلى زعزعة سلطة حماس كي لا تتمكن من إدارة الشؤون اليومية في قطاع غزة، وقال أولمرت خلال جلسة لجنة الخارجية والأمن إن العملية العسكرية كانت مطلوبة دون علاقة بإطلاق الصواريخ على أشكلون، واعتبر أن اتساع رقعة الإطلاق هو أمر ينبغي التعامل معه.
زعزعة سلطة حماس
وتحدث أولمرت عن أهداف الحكومة في العملية التي انتهت فجر اليوم، وقال عن الأهداف هي:" تقليص إطلاق الصواريخ وزعزعة سلطة حماس في قطاع غزة بشكل يمس في قدرته على إدارة الأمور الحياتية في قطاع غزة".
ووصف أولمرت متجاهلا حجم القتل والدمار الذي زرعته قوات الاحتلال في قطاع غزة، وصف سكان البلدات الإسرائيلية التي تتعرض للقصف الصاروخي بأنهم "يفقدون سعادة الحياة، وأن الأطفال يعيشون بخوف دائم والأهل يعيشون القلق".
وقال إن المفاوضات مع الفلسطينيين ستستمر، ويرى أنه "لولا العملية السياسية، لكانت إسرائيل منبوذة من قبل المجتمع الدولي، حتى لو تحلت بضبط النفس، لأن برأيه: الأفق السياسي يمنح إسرائيل حقها في الدفاع عن نفسها".
وأضاف: لا مجال لمنع تحول الضفة الغربية إلى غزة ثانية بدون الأفق السياسي، يجب أن نقرر إذا كنا معنيين بعملية سياسية جدية أم سنتقوقع في مواقفنا ونتسبب بصعود حماس في الضفة الغربية"، وكانت القوات الإسرائيلية قد انسحبت خلال ليل الإثنين، بعد عدة أيام من دخول قطاع غزة لمحاولة وقف إطلاق الصواريخ من هناك، وانتهت العملية بمقتل 120 فلسطينيا.
استعدادات لعملية واسعة
ومن جانبه قال وزير الداخلية الاسرائيلى "مائير شطريت" إن الجيش الاسرائيلى يجرى الاستعدادات اللازمة، تمهيدا لشن عملية عسكرية واسعة النطاق فى قطاع غزة، مؤكدا ان اسرائيل ستختار الموعد الملائم لذلك.
ونقل راديو اسرائيل عن شطريت قوله: " على القوات الاسرائيلية ان لا تتوقف عن خوض القتال فى المناطق المأهولة بالسكان رغم الثمن الذى قد يترتب على ذلك"، مشيرا الى انه لا يمكن دحر حركة حماس بالكامل، ولكنه يمكن المس بقدراتها العسكرية، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت قد قال فى وقت سابق اليوم إنه سيتم الرد على إطلاق القذائف الصاروخية الفلسطينية بكل الوسائل المتاحة وليست هناك أى وسيلة مرفوضة.
انتصار حماس
ومن جانبها أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" انتصارها في المعركة ضد القوات الإسرائيلية، ونظمت حشدا جماهيريا حافلا في غزة، ومع خروج الالاف من مؤيدي حركة حماس للاحتفال في الشوارع والتقاط صور لهم مع المسلحين أذيعت عبر مكبرات الصوت في مدينة غزة أغنية لحماس تقول "ذهب الغزاة واندحر جيش اليهود".
وقد شيعت الإثنين جنازات عدد من القتلى الفلسطينيين، فيما دعت حماس إلى حشد جماهيري ضخم، وتوافد الآلاف على مكان التجمع، والتقطت الصور التذكارية مع مسلحين من حماس، إلا أنه رغم هذه التحدي، إلا أن الفلسطينيين لا يرون أن العنف سينتهي، وهم يتحسبون للمزيد من سفك الدماء، وسارت أيضا مظاهرات تضامنا مع فلسطينيو غزة في الضفة الغربية.
وتقول تقارير إن عددا من المتظاهرين أصيبوا في اشتباكات جرت في مدينة الخليل، وقتل شاب رميا بالرصاص بالقرب من جامعة بيرزيت، برصاص أحد المستوطنين، وقد أعربت بعض الأطراف الغربية عن انزعاجها لحجم العملية العسكرية الإسرائيلية، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "نحن نشجع إسرائيل على توخي الحيطة لتجنب قتل أبرياء".
وانتقد الاتحاد الأوروبي ما وصفه باستخدام إسرائيل "غير المتناسب" للقوة، كما طالب بالوقف الفوري لإطلاق الصواريخ الفلسطينية على إسرائيل، إلا أن هذه النداءات لم تنجح، كما لم ينجح الهجوم الإسرائيلي في وقف الصواريخ.
دخول مصابين لمصر في هذه الأثناء قال مدير مستشفى العريش العام إن لا صحة للاخبار التي تحدثت عن وصول 250 مصابا فلسطينيا للعلاج في المستشفيات المصرية، وأضاف أن اجمالي عدد المصابين المتواجدين في مستشفى العريش هو 36 مصابا من بينهم حالات أصيبت في عمليات عسكرية اسرائيلية سابقة وليس نتيجة العمليات التي جرت مؤخرا.