أثار اتفاق أمين عام الحزب الديمقراطي الإيطالي ماتيو رينزي وزعيم حزب "إلى الأمام ياإيطاليا" رئيس الوزراء الأسبق، سيلفيو بيرلسكوني على طبيعة إصلاح النظام الانتخابي ردود أفعال واسعة بين القوى السياسية واعتراضات كبيرة داخل الحزب الديمقراطي نفسه. ووفقا لما جاء على وكالة أنباء "الشرق الأوسط" كان زعيما أبرز قوتين تمثلان يسار ويمين الوسط، قد إلتقيا في في مقر الحزب الديمقراطي، بالعاصمة الإيطالية روما ، وتوصلا بعد مباحثات طويلة لاتفاق كامل بشأن القانون الانتخابي الجديد ، وصفه رينزي بأنه "شفاف وعقد تحت نور الشمس". واتفق الطرفان على اختيار النظام الانتخابى الأسباني مع تعديله ، والمعنى بتقسيم إيطاليا إلى وحدات انتخابية صغيرة مع تحديد حد أدنى للفوز بالانتخابات وحددت نسبتها مابين 5 و 8 في المائة مع مكافأة الأغلبية على المستوى الوطني . وتحدث رينزي عن فحوى النموذج المتفق عليه مع بيرلسكوني..قائلا "الاتفاق أصبح في متناول اليد اليوم ، وسينجم عنه قانون انتخابي ، سيوفر استقرارا لحكم من يفوز في الانتخابات ، دون منح الأحزاب الصغيرة إمكانية الابتزاز". وطلب رينزي من منتقدي الاتفاق الانتظار حتى يطلعوا على مضمون القانون وقال "سأعرضه أمام اجتماع قيادة الحزب الذي من المقرر أن يعقد اليوم الاثنين ". ومن جانبه ثمن بيرلسكوني مواقف زعيم الحزب الديمقراطي وأعرب عن تقديره لشجاعته وحزمه ، وأعلن نتائج اللقاء في رسالة مصورة لمريديه قال فيها "في لقاء اليوم عبرت عن رضا حزب "إلى الأمام ياإيطاليا" بالطريقة التي إختارها الحزب الديمقراطي" في بحث قضية إصلاح النظام الانتخابي. وواجه لقاء رينزي وبيرلكسوني والنتيجة التي خرج بها انتقادا حادا من قبل تيار اليسار داخل الحزب الديمقراطي ، وقال أحد قادة الحزب من هذا التيار، ونائب وزير الاقتصاد المستقيل ستيفانو فاسينا " بعد "إعلان الاتفاق المذكور لقد شعرت بالخجل من عقد هذا اللقاء". ولهذا السبب توجه زعيم الحزب الديمقراطي رينزي إلى مدينة بارما شمال البلاد لزيارة أمين عام الحزب السابق ، ومنافسه في انتخابات أولية سابقة على زعامة الحزب بيرلويجي بيرساني الراقد في المستشفى بعد إصابته بنزيف دماغي ليبحث معه مضمون الاتفاق الذي عقده مع خصم الحزب الديموقراطي، بيرلسكوني. كما تعرض الاتفاق لهجوم حاد من قبل زعيم حركة (5 نجوم) المعارضة بيبي جريلو ..وكتب في صفحته على الويب واصفا لقاء رينزي مع بيرلسكوني "المحكوم عليه بالسجن ب "الهلوسة" التي ليس لها مثيل خارج البلاد". وعلى العكس من ذلك ، أبدى زعيم مجموعة "يمين الوسط الجديد" ونائب رئيس الوزراء الإيطالي الحالي آنجيلينو آلفانو إرتياحه للاتفاق الثنائي واعتبره نصرا لمجموعته ، وقال وهو يتحدث في برنامج تلفزيوني "لقد خرجنا من محاولة لوأد مجموعتنا "يمين الوسط الجديد" وهو مولود سياسي حديث ، واليوم نحن نحتفل بأول نجاح سياسي كبير ولقد حاولوا قتلنا ونحن في المهد ولكنهم لم ينجحوا" ، في إشارة لمحاولات رفاقه السابقين في حزب "شعب الحريات" السابق بقيادة بيرلسكوني نحو شأن ودور مجموعته التي سبق وأن خرجت عن الحزب المذكور ، واعتباره الاتفاق على النظام الانتخابي الجديد في لقاء رينزي - بيرلسكوني مكسبا لمجموعته .