الرباط : خلص تقرير حقوقي بشأن الأحداث التي شهدتها مدينة العيون كبرى مدن الصحراء الغربية إلى أن المظاهرات والمظاهرات المضادة التي عرفتها المدينة لم تكن بريئة. وذكر تقرير أعده المركز المغربي لحقوق الإنسان نشر الخميس في الرباط إن هذه المظاهرات كانت وراءها غايات الغرض منها تحويل الأزمة إلى صراع سياسي بعد أن كان احتجاجا مشروعا حول الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمحتجين، وإن ما آل إليه الوضع قد تجاوز كل قواعد النضال من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، بل تعداه إلى غايات سياسية صرفة، نجم عنها انتهاكات جسيمة اقترفها مخربون ذوو نزعات انفصالية وعناصر ذوو ميول إجرامية، يشتغلون لحساب أجندات خارجية. وكشف التقرير الذي اعده جمعية حقوقية غير حكومية أن حالات الاحتقان والاصطدام بين الشباب المحتجين والقوات العمومية مثلت فرصة كبيرة من أجل استغلالها من قبل ذوي النزعة الانفصالية لأجل إعطاء الانطباع بمستوى قوتهم ونفوذهم في مدينة العيون، حيث نقلوا الاحتجاج إلى قلب المدينة مما ساهم في نشوب حالة من الشغب والفوضى. وأضاف التقرير إن عناصر القوات العمومية لم تكن مسلحة بالشكل المناسب في مواجهة بعض عناصر المعتصمين الذين كانوا مدججين بأسلحة بيضاء (سكاكين وسيوف) وعصي، كما أن مدة إمهال المعتصمين لفك اعتصامهم كانت كافية مما منح ذريعة لبعض العناصر لتأليب المعتصمين وثنيهم عن المغادرة. في غضون ذلك ، أعلنت السلطات المغربية الخميس عن وفاة شخص إضافي ليرتفع عدد القتلى إلى 12 من بينهم 10 من قوات الأمن المغربية خلال عملية إزالة مخيم للمحتجين أقيم قرب العيون كبرى مدن الصحراء الغربية. في المقابل، قالت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) إن "11 مواطنا صحراويا لقوا حتفهم وأصيب 723 آخرون بجروح"، مضيفة أنه "تم تسجيل 159 مفقودا"، كما اتهمت السلطات المغربية باعتقال 200 صحراويا. ويشار إلى أن مجموعة من سكان مدينة العيون نزحوا إلى ضواحي المدينة ونصبوا خياما احتجاجا على أوضاعهم الاجتماعية، وبعد تدخل السلطات المعنية، والوقوف على مطالب هؤلاء صدر أمر بفك الاعتصام، إلا أن تدخلات من قبل مجموعة من الشباب تحولت إلى فضاء للمواجهة راح ضحيتها حوالي ثمانية من عناصر القوات العمومية المغربية، حسب ما صرحت بذلك السلطات الرسمية. وتطالب جبهة البوليساريو بدعم من الجزائر، باجراء استفتاء حول تقرير مصير الصحراء الغربية برعاية الاممالمتحدة ما يضع الصحراويين امام الاختيار بين الاستقلال او الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية او الانضمام الى المغرب. ويدعم المغرب خيار الحكم الذاتي تحت سيادته رافضا اي فكرة للاستقلال.