قال وليد فارس الخبير في الشرق الأوسط والإرهاب، إن الملايين من المصريين سواء المسلمين والمسيحيين والعلمانيين والمتدينين صغارا وكبارا خرجوا الأسبوع الماضي للإدلاء بأصواتهم فيما أسماه ب"استفتاء القرن"، إما ب "نعم" على الدستور الجديد المعدل والديمقراطي نسبيا، أو "لا" للعودة إلى الدستور الإسلامي الذي اعتمدته جماعة الإخوان المسلمين المعزولة. أكد فارس في مقال نشرته شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية أن الأغلبية الساحقة اختارت التحرك بعيدا عن النظام الإسلامي من خلال التصويت على مشروع يعزز الحقوق الأساسية للنساء والأقليات، مشيرا إلى أن الاستفتاء سيختم انتفاضة شعبية انفجرت العام الماضي ضد الإخوان. يرى فارس أن ما يحدث في مصر هو ثورة ديمقراطية حقيقية قائلا: "كما توقعت في كتابه الثورة القادمة والذي نشر قبل الربيع العربي، فإن أول موجة من الاحتجاجات غير المنظمة والمنادية من اجل الحريات ستزعزع الطغاة لفتح الباب للسماح للإسلاميين للاستيلاء على السلطة، وإن كان ذلك عن طريق الانتخابات ولكن كما نرى في مصر وتونس، موجة ثالثة، أكثر وعيا من الأهداف الشمولية الأساسية والمنظمة أدت إلى إطاحة المجتمعات المدنية بالأنظمة الإسلامية الوليدة قبل أن تترسخ". قال فارس إن احد الأسباب وراء عدم قدرة الغرب على فهم الأخبار الإيجابية الخارجة من وادي النيل هو دفعة منسقة للوراء ممولة من قبل دول البترول ويتم توزيعها من قبل شرائح من الأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام السائدة. أوضح الكاتب أن أمريكا اعتادت على أن تكون صديقة للإخوان منذ بداية الربيع العربي لعدة أسباب احدها هو التأثير الذي يتمتع به الإسلاميين في دوائر دراسات الشرق الأوسط في أمريكا منذ عقود، وعندما خرجت الاحتجاجات ضد الإخوان في مصر وصف المدافعون في الولاياتالمتحدة الإسلاميين بالمعتدلين والجماهير المصرية بالتي لديها هستيريا في تأييد العسكر. نوه الكاتب أن الأكثر إثارة للقلق هو دفاع الغرب عن "الإخوان" متسائلا إلى أي مدى سيكون هذا الدفاع؟, فضلا عن أن المدافعين اعترفوا بتردد أن نظام مرسي "ارتكب أخطاء"، منتقدين جماهير مصر لإزالة الإسلاميين. أكد فارس انه بالرغم من تولي الرئيس السابق محمد مرسي السلطة بالانتخابات إلا انه مع ذلك حول البلاد لدولة فاشية، تذكرنا بهتلر وموسوليني في الثلاثينات حيث انه انتخب ديمقراطيا ولكنه حكم بطريقة غير ديمقراطية ومع ذلك تصرف المصريون كما قال الكتاب وحققوا معجزة على النيل كان أخر معالمها الاستفتاء على الدستور. نوه الخبير أن المصريين انهوا حكم الإخوان لأسباب جيدة وقانونية وسياسية وأخلاقية حتى ولو أن أصوات أنصارهم مدوية في الغرب كما ستمر مصر بانتخابات تشريعية ثم انتخابات رئاسية، وسيكون هناك الكثير من المشاكل، وكلها من سمات الثورة التي تشق طريقها نحو التحول إلى الديمقراطية. تابع الخبير أن المعجزة حدثت على ضفاف النيل حيث زعزع المصريون استقرار النظام الإسلامي, الذي كان يسعى ليكون مثل طالبان, عن طريق ثورة شعبية سلمية. قال فارس انه سيكون هناك مناقشات حول دور الجيش ومستقبل الإخوان والتفاوت الاجتماعي في البلاد ولكن هذه القضايا لا يمكن أن تطغى على حقيقة أن المصريين خرجوا ضد الاستبدادية بوسائل سلمية وتحدثت الأغلبية الصامتة بصوت عال كما زعمت الديمقراطية انتصارا رئيسيا ولكن كان ذلك ضد أهداف السياسة الأميركية الحالية لذلك حان الوقت لواشنطن للاستماع وتصحيح سياساتها في عام2014.