أوضحت صحيفة "نيويورك تايمز" أن خطاب وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسى أمس السبت، مؤشرا واضحا على أنه يرى الاستفتاء المقبل هو طريقه لخوض الانتخابات الرئاسية، والانتقال إلى تعزيز سلطته بعد الإطاحة بالرئيس الإسلامي السابق محمد مرسى وتحقيق أحلامه . وأضافت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها اليوم الأحد، أن عبد الفتاح السيسى اقتبس شخصية صانع القرار في مصر بعد استيلاء الجيش على السلطة في يوليو الماضي، ولكن كانت هناك بعض الشكوك في ما إذا كان سيسعى للحصول على لقب رسمي للرئاسة أم سيظل في السلطة من وراء الستار. ومن جانبها، أكدت الصحيفة أن إعلان السيسى في بيانه أمس أن ترشحه للرئاسة مرهون بالموافقة على الدستور ما هو إلا دعم لولايته للحصول على الرئاسة، بل هو أيضا محاولة لإضفاء الشرعية الديمقراطية الرسمية على الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي. ورأت الصحيفة أن تشجيع السيسي للشعب للتصويت ب "نعم" على الدستور ما هو إلا من أجل تحقيق مصالحه الشخصية، حسب قولها. وتابعت الصحيفة أن ربط السيسى بين ترشحه والاستفتاء هو رهان على أنه يستطيع تحقيق كلاهما على حد سواء، مضيفة أنه يستغل شعبيته لاجتذاب الناخبين على الاستفتاء الدستوري وفي نفس الوقت لبدء حملته الانتخابية الرئاسية . وأظهرت الصحيفة أشكال الدعم الشعبي للاستفتاء ب" نعم" على الدستور حيث تمتلئ الشوارع باللوحات الإعلانية واللافتات التي تحث على التصويت ب"نعم"، بالإضافة إلى وسائل الإعلام وشبكات التليفزيون المصري الخاص التي تدعم "الانقلاب" واستيلاء الجيش على السلطة على حد تعبير الصحيفة. ورأت الصحيفة أن الدستور الجديد لا يختلف كثيرا عن الدستور الذي تم صياغته من قبل الإسلاميين العام الماضي، موضحة أنه ضمن الدستور دعم الشريعة الإسلامية واعتبرها أساس الفقه القانوني المصري، بينما دعم الدستور الجديد قوة واستقلالية الجيش والشرطة والقضاء – المؤسسات الحكومية الثلاثة – التي تعاونت في الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسى من السلطة. وأردفت الصحيفة أن الحكومة المصرية تتعامل مع المعارضين للدستور على أنهم مرتكبي جريمة، حيث تم القبض على أربعة من حزب مصر القوية الذي "أسسه الزعيم الإخواني السابق عبد المنعم أبو الفتوح"؛ لمحاولتهم وضع علامات تنتقد الدستور وتحث على التصويت ب " لا ". كما ذكرت الصحيفة أن الإخوان المسلمين أعلنوا مقاطعتهم للاستفتاء في الانتخابات الأخيرة، حيث ترى فيه محاولة لإضفاء الشرعية على ما يسمونه ب "الانقلاب". واختتمت الصحيفة أن السيسي طالما سعى لإبراز نفسه كأنه الحارس والحامي لثورة 2011 مع الدعوة إلى بناء حياة ديمقراطية جديدة.