أدانت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان كافة أطراف الصراع في محافظة الانبار غربي العراق بانتهاك حقوق الإنسان في القتال الذي تشهده مدن المحافظة في الأيام الأخيرة والذي راح ضحيته 250 شخصا على الأقل . ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن المنظمة :"أدت أساليب القتال غير الشرعية التي تستخدمها الأطراف كافة إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين والى أضرار بليغة في الممتلكات". وانتقدت المنظمة القوات الحكومية العراقية لاستخدامها ما وصفته بالقصف العشوائي بمدافع الهاون في المناطق الآهلة بالسكان، كما انتقدت المسلحين المناوئين للحكومة لاستخدامهم الأحياء السكنية غطاء لهجماتهم. وكررت هيومن رايتس ووتش ما عبرت عنه الأممالمتحدة وعدد من المنظمات الإنسانية من قلق بأن الحصار الذي تفرضه الحكومة العراقية على مدينتي الفلوجة والرمادي في محافظة الانبار يحرم سكان هاتين المدينتين من الحصول على الضروريات من غذاء وماء ووقود. يذكر أن الفلوجة وأجزاء من الرمادي سقطت في أيدي المسلحين المناوئين للحكومة المركزية قبل عدة أيام، وذلك للمرة الأولى منذ الحركة المسلحة التي أعقبت الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003. وكانت جمعية الهلال الأحمر العراقية قد قالت الأربعاء إنها توفر المعونة الإنسانية لثمانية آلاف أسرة مشردة في الانبار، وإن 13 ألف أسرة أخرى قد فرت ولجأت عند أقارب لها أو في المدارس وغيرها من المباني الحكومية. وتقول هيومان رايتس ووتش إن عددا من الأسر الفارة من القتال لجأت الى محافظة كربلاء والى إقليم كردستان العراق. كما حذر مبعوث الأممالمتحدة إلى العراق نيكولاي ملادينوف من مغبة تفاقم الأزمة الإنسانية في محافظة الأنبار، في ظل نزوح آلاف الأسر من مدينة الفلوجة، بعدما سيطرت عليها جماعات مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة الأسبوع الماضي. وقال ملادينوف :"إن الأممالمتحدة تأمل في الإسراع بوتيرة إرسال المساعدات لمن يحتاجون إليها". وكان القتال قد اندلع في الرمادي في الثلاثين من الشهر الماضي، بعد قيام القوات الحكومية بتفكيك معسكر للاعتصام كان مقاما فيها. وسرعان ما انتشر القتال إلى الفلوجة التي نجح المسلحون في السيطرة عليها بشكل كامل.