القدس المحتلة : على غرار التجربة الأمريكية في العراق بالإستعانة بخدمات شركة بلاك ووتر في العملية الأمنية ولحراسة المواقع الأمريكية الحساسة ، تسعى إسرائيل إلى إنشاء " بلاك ووتر" جديد ، للإستعانة بها على الحواجز الحدودية بين الضفة الغربية وإسرائيل . حيث كشفت صحيفة " هآرتس " العبرية في عددها الصادر يوم الخميس ، إقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي على صعيد احتلالها للفلسطينيين إلى تغيير هام ، وهو إنشاء 16 حاجزا عسكريا بين الضفة الغربية من طرف وإسرائيل من طرف آخر وتسليم المهام الأمنية لتلك الحواجز الى شركات أمن خاصة تستأجرهم وزارة الدفاع الإسرائيلية. وتشير الصحيفة إلى أن شركات الأمن الخاصة ستكون اهتماماتها في المقام الأول ، تفتيش المواطنين الفلسطينيين الذين يعملون داخل الأرضي المحتلة والذين سمح لهم جهاز الشاباك بالمرور الى اسرائيل. وتشير الصحيفة إلى أن لجوء سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتلك الفكرة تكمن في إيجاد حل أمني للتعامل مع الفلسطينيين العاملين داخل الأراضي المحتلة بهدف اراحة جنود جيش الاحتلال . وأعربت الصحيفة عن مخاوفها من انتقال المقاومة إلى الضفة الغربية نتيجة سياسة التمييو العنصري التي ينتهجها جيش الاحتلال ضد المواطنين الفلسطينيين والتي أسفرت خلال شهر سبتمبر عن استشهاد 33 فلسطينيا برصاص الاحتلال على المعابر في مقابل جندي اسرائيلي واحد . وتشير الصحيفة إلى أن سلطات الاحتلال تحاول أن إيجاد هذا الحل لإبعاد أي شبهة جنائية عن قواتها وتتنصل من مسئوليتها الأمنية على المعابر. وتنهي الصحيفة قولها: "ربما في الانتفاضة القادمة وبعد ان تسقط علينا صواريخ الضفة الغربية- حينها وحينها فقط - سنعترف مرة اخرى اننا احتلال". بلاك ووتر العراق وتعتبر شركة بلاك ووتر الأمنية الأميركية الأكثر شهرة في العراق, حيث تتولى حراسة مواقع أميركية حساسة أهمها السفارة الأميركية ، ومنذ الغزو الأميركي للعراق في مارس 2003، كلفت هذه الشركة التي يعمل فيها آلاف الحراس المسلحين من مختلف الجنسيات بحماية الحاكم الأميركي السابق بول بريمر والسفيرين السابقين جون نيغروبونتي وزلماي خليل زاد واليوم راين كروكر. كما تتولى بلاك ووتر أمن الدبلوماسيين وكبار الشخصيات التي تزور العراق. وقد أبرمت الشركة عقودا بلغت قيمتها مئات ملايين الدولارات مع وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إثر الحرب على العراق. وتستخدم الشركة التي تتخذ من ولاية كارولاينا الشمالية مقرا لها رعايا أميركيين معظمهم خدموا في القوات الخاصة بالجيش الأميركي. وقد أسسها عنصر سابق في القوات الخاصة البحرية الأميركية عام 1997. والعاملون في بلاك ووتر يعتمرون خوذات معدنية وسترات واقية من الرصاص، وهم مجهزون بمعدات مماثلة لجيش حقيقي تشمل أسلحة خفيفة من أنواع مختلفة ورشاشات ثقيلة وآليات مصفحة وحتى مروحيات. ويتصرفون بكل استقلالية ولا يحاسبون على أعمالهم سوى أمام مسؤوليهم باعتبار أنهم لا يتبعون القانون الدولي الخاص بالنزاعات. وقد جذبت بلاك ووتر انتباه الرأي العام في مارس/ آذار 2004 عندما وقع أربعة من موظفيها الأميركيين في كمين في الفلوجة في أبريل/ نيسان ثم في نوفمبر/ تشرين الثاني 2004. وانتقمت قوات المارينز من سكان المدينة وحولتها إلى رماد. وإلى جانب بلاك ووتر تعمل حاليا عشرات الشركات الأمنية الخاصة غالبيتها غربية في العراق, وتتعرض بانتظام لهجمات تبقى عمليا طي الكتمان. وأبرز هذه الشركات آرمر غروب ودينكوربس وأيجيس ديفنس سرفيسز. وهي تضم في صفوفها عشرات آلاف المرتزقة لتشكل ثاني قوة أجنبية في العراق بعد الجيش الأميركي.