أكد عزة إبراهيم الدوري أمين عام حزب البعث وقائد فصائل المقاومة في العراق ، أن ما تشهده العراق حالياً هو انتفاضة الشعب العراقي العظيم، فى كل محافظاته ومدنه من البصرة إلى نينوى، ومن شرقه إلى غربه. وأوضح الدوري أن الحصار الإعلامي الدولي والعربي الجائر – على حد وصفه - المطبق على هذه الانتفاضة العارمة، وحملة القتل والبطش والاعتقالات والمطاردات والاغتيالات القائمة ليل نهار أوقفت وحجمت الانتفاضة في أغلب محافظات الجنوب والفرات الأوسط، وذلك بسبب قوة الضغط والقتل وكثافة الميليشيات الإيرانية الصفوية المرتبطة بأحزاب وأطراف الحلف الصفوى، الذي يقود ويهيمن على العملية السياسية. وقال الدوري لصحيفة "الأهرام العربي" التي استطاعت أن تجرى معه حوارا عبر مواقع المقاومة العراقية على الإنترنت، في ذكرى إعدام الرئيس السابق صدام حسين :"إن ما يجرى في العراق اليوم هو صراع شامل وعميق بين شعب العراق وقواه الوطنية والقومية والإسلامية ومقاومته الباسلة والمشروع الإيراني الصفوي في العراق والأمة"، موضحا أن هذا المشروع الخطير المؤيد والمدعوم من قبل الحلف الإمبريالي الصهيوني الغربي والذي يستهدف الأمة برمتها ولا يستثنى قطرا واحدا من أقطارها مبتدأ في العراق. وأضاف الدوري:"إن أمريكا قدمت هذا المشروع إلى إيران على طبق من ذهب بعدما دمرت كل معالم الحياة فيه، حلت جيشه الوطني العظيم، وقتلت قادته وفرسانه وأبطاله الذين تمكنت منهم ودمرت حياة الآخرين وشردتهم .. ضربت وحاصرت قواه الوطنية والقومية والإسلامية وعلى رأسها حزب البعث العربي الاشتراكي ". وحول موقفه مما يحدث تابع الدوري :" الجيش الوطني العقائدي والبعث الثوري الطليعي وقوى الشعب الأخرى الوطنية والإسلامية تصدت لهذا الغزو فحطمت إرادته، إرادة الشر وحطمت عجلته العسكرية فهرب من العراق إلى غير رجعة، لا إلى العراق، قادر أن يعود ولا إلى غيره من دول العالم وشعوبها، فكان رد فعل الإدارة الأمريكية الباغية أن سلمت العراق إلى حليفها الإستراتيجي إيران الصفوية، لكي تواصل تدمير العراق وقتل أبنائه وتشريدهم وتدمير حياتهم". كما أكد أن الانتفاضة باقية ومستمرة وستبقى وهى جزء أساسي من المشروع الوطني للتحرير والاستقلال، وهى جزء أساسي من المشروع الوطني المواجه للاحتلال الصفوى للعراق. وخلال حواره قدم الدوري تحياته وتقديره لجيش العروبة جيش مصر الكنانة، وإلى كل القوى الوطنية والقومية والإسلامية التي أسهمت معه في تفجير ثورة الثلاثين من يونيو، مشيراً إلى أن موقفه من الأوضاع في مصر واضح وقد أصدرت القيادة القومية للحزب بياناً بشأنه، قلنا فيه "إننا مع جيش مصر ومع شعبها في كفاحها من أجل استعادة مصر لدورها القومي الطليعي في مسيرة الأمة التحررية التقدمية الحضارية ونحن نتطلع بحرارة ولهفة وشوق لمثل هذا الدور القومي التحرري لمصر العروبة". وبسؤاله حول ما يجرى في سوريا قال الدوري :"إن ما يحدث في سوريا بدأ في أيامه الأولى ثورة شعبية وطنية بكل معاني الثورة، فأيدناها ونصرناها، ولكن كذلك حذرنا من الالتفاف عليها وحذرنا شعبنا في سوريا وثوار سوريا من تآمر القوى الدولية، وخصوصاً أمريكا وأوروبا وحلف الناتو، وفعلاً وقع المحظور وحصل الاختراق الخطير للمقاومة والثورة، وذلك بدخول القوى الإسلامية المتطرفة والتكفيرية لكي تتكئ عليه أمريكا وأوروبا وحتى بعض العرب، لكي يتخلوا عن مساندة الشعب السوري وثورته، بل لكي ينحازوا إلى مساندة النظام ليستمر الصراع المسلح لتدمير سوريا تدميراً شاملاً، كما حصل في العراق". وحول الموقف السعودي مما يحدث أكد أن المملكة العربية السعودية، تمثل قاعدة الصمود والتصدي لكل المؤامرات والمحاولات التي تستهدف الأمة هوية ووجوداً، ولولا المملكة العربية السعودية لهيمنت إيران الصفوية على دول الخليج هيمنة مطلقة، ولعانت فساداً فى هذه المنطقة الحيوية من وطننا وأمتنا. وبسؤاله عن أهداف إسرائيل تجاه العراق والأمة قال الدوري :"إن أهداف إسرائيل تتمثل في إضعاف الأمة وشل قدراتها المادية والمعنوية لكي تبقى في وطننا في فلسطين الحبيبة، ولكي تتوسع مع مرور الزمن، وفى ظل غياب الأمة وضعفها وتراجعها حتى تحقق أهدافها الكبرى في إقامة الدولة اليهودية من الفرات إلى النيل، لذلك فهي تعمل على تجسيد التجزئة القائمة في الأمة وترسيخ القطرية ثم محاولة تجزئة المجزئ وتحقيق المزيد من التفتيت والتمزيق لوطن الأمة وشعبها وتاريخها، وهذا هو هدف الغرب، عينه منذ ما قبل سايكس بيكو وإلى اليوم وسيبقى إلى يوم القيامة، وما غزو العراق من قبل أمريكا والغرب وتدميره بهذه الطريقة وبهذا الشكل وهذه الكيفية إلا لتحقيق هذا الهدف". وفي النهاية أكد أن شعب العراق يواجه مجزرة لم يشهدها أي شعب من شعوب العالم اليوم أن الحل الوحيد للعراق وشعب العراق هو التوحد والالتفاف حول مقاومته الباسلة وخلف قواه الوطنية والقومية والإسلامية لكنس هذه العملية ومن يقف خلفها ورموزها وعناوينها الذين أوغلوا في جرائمهم وعاثوا في العراق فسادا.